الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب فضل الإمام العادل)

صفحة 433 - الجزء 5

  استرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا وإذا عاهدوا وفوا فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».

  وأخرج الترمذي عن أبي سعيد قال قال رسول الله «أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم. منه مجلسا إمام عادل وأبغض الناس إلى الله وأبعدهم مجلسا إمام جائر».

  وأخرج مسلم والنسائي عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله ÷ «ان المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوه».

  ومن استعمله الإمام على عمل لم يجز له أن يكتم مما أخذ من أموال الناس شيئا قال الله تعالى {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}⁣[آل عمران: ١٦١].

  قال في الأحكام وفي ذلك ما بلغنا عن أمير المؤمنين علي # أنه استعمل رجلا على بعض الأعمال فلما كان رأس السنة عزله فاتي بشليف من دراهم يحمله بين يدي علي # فقال: يا أمير المؤمنين هذا أهداه لي أهل عملي ولم يهدوه قبل أن تستعملني ولا بعد أن نزعتني فإن كان لي أخذتُهُ وإلا فشانك به، فقال له أمير المؤمنين #: أحسنت لئن أمسكته كان غلولا وأمر به لبيت المال.

  وأخرج مسلم عن عدي بن عميرة الكندي قال سمعت رسول الله ÷ يقول «من استعملناه منكم على عملل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامه قال فقام إليه رجل من الأنصار أسود كأني أنظر اليه فقال يا رسول الله أقبل عني عملك قال ومالك قال سمعتك تقول كذا وكذا قال وأنا أقوله ألا ان من استعملنا منكم على عمل فليجي بقليله وكثيره فما أُتي منه أخذو ما نهي عنه انتهى».

  وتجب النصيحة لما تقدم من الأخبار في أول الباب ويجب على الرعية الطاعة في المعروف.

  في الشفاء خبر وهو قول النبي ÷ «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».