الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب فضل الإمام العادل)

صفحة 435 - الجزء 5

  ليس بينه وبين احد من خلقه قرابة يعطيهم بها ولا يصرف عن أحد شراً إلا بطاعته وإتباع مرضاته واجتناب سخطه ان الله تعالى يعظم من اطاعه ولا يعظم من عصاه ولا يجد الهارب منه مهربا».

  وفيه خبر وروي عن عمر بن الحكم «أن رسول الله ÷ بعث سرية وأمر عليهم رجلا من أصحابه فأمر ذلك الرجل عبد الله بن حذافة وكان ذا دعابة فاوقد نارا وقال الستم سامعين مطيعين لأميركم قالوا: بلى. قال: عزمت عليكم الا وقعتم فيها ثم قال إنما كنت ألعب معكم فبلغ ذلك رسول الله ÷ فقال من أمركم من الأمرا بشيء من معصية الله فلا تطيعوه».

  وفيه خبر: وقال الهادي الى الحق # بلغنا عن أبي جعفر بن محمد بن علي | انه كان يروي ويقول اذا كان يوم القيامة جعل سرداق من نار وجعل فيها اعوان الظالمين ويجعل لهم اظافير من حديد يحكون بها أبدانهم حتى تبدوا أفئدتهم ويقولون ربنا ألم نعبدك فقال بلى ولكن كنتم أعوانا للظالمين ورواه في الجامع الكافي فدل على وجوب العدل على الأمير في الرعية وانه يجب على الكافة أن لا يعينوا ظالما ولا ينصروا أثيما وعلى عظم عقوبة من سار بالجور وعقوبة من أعانه ويشهد له ما في كتاب الله تعالى قال الله تعالى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ٢}⁣[المائدة] وأخرج الحاكم في المستدرك عن جابر ¥ قال: قال رسول الله ÷ «من أرضى سلطاناً بما يسخط ربه خرج من دين الله».