(فصل في الشهادة والشهيد)
(فَصْلٌ في الشهادة والشهيد)
  قال الله تعالى {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ١٦٩ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ١٧٠}[آل عمران] وقال تعالى {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ}[الحديد: ١٩].
  في الجامع الكافي: وقال محمد أي محمد بن منصور قال رسول الله ÷ «أن أفضل الشهداء عند الله بعد حمزة رجل خرج على إمام جائر فقاتله فاستشهد».
  وفي أمالي الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين الهاروني سلام الله عليه قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد البغدادي قال: حدثني أبو القاسم عبد العزيز بن اسحق بن جعفر قال: حدثني علي بن محمد النخعي قال حدثني سليمان بن ابراهيم المحاربي قال: حدثنا نصر بن مزاحم المنقري قال: حدثني إبراهيم بن الزبرقان التيمي قال حدثني عمرو بن خالد الواسطي قال حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب $ قال: قال رسول الله ÷ «للشهيد سبع درجات فأولى درجة من درجاته أن يرى منزله من الجنة قبل خروج نفسه ليهون عليه مأبه، والثانية أن تبرز له زوجته من حور العين فتقول له أبشر يا ولي الله: ما عند الله خير لك مما عند أهلك، والثالثة إذا خرجت نفسه جاؤه خدمه من الجنة فولوا غسله وكفنه وطيبوه من طيب الجنة، والرابعة أنه لا يهون على مسلم خروج نفسه مثل ما يهون على الشهيد، والخامسة أنه يبعث يوم القيمة وجرحه يشخب مسكا فيعرف الشهدا برائحتهم يوم القيمة، والسادسة أنه ليس أحد أقرب منزلا من عرش الرحمن من الشهدا، والسابعة أن لهم في كل جمعة زورة فيحيون تحية الكرامة ويتحفون بتحف الجنة فيقال: هولاء زوار الله».