(باب في أحكام قتال الكفار أهل الحرب والغزو)
  رسول الله ÷ في المهاجرين والانصار فقال ما لاحد بهؤلاء قبل والله يا أبا الفضل: قد أصبح ملك ابن اخيك الغداة عظيماً.
  وفي المنتقى في المولد الشريف المشهور بسيره محمد بن سعيد بن مسعود الكازروني قال رسول الله ÷ ويا عباس احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل حتى تمر به جنود الله تعالى فيراها قال: فخرجت له حتى حبسته حيث أمرني رسول الله ÷ أن أحبسه فمرت عليه القبائل على راياتها كلما مرت قبيلة قال: من هؤلاء يا عباس قال: سليم فيقول: ما لي ولسليم قال: ثم تمر القبيلة قال: من هؤلاء يا عباس فاقول: مزينة فيقول: مالي والمزينة حتى نفذت القبائل لا تمر قبيلة الا قال: من هؤلاء فأقول بني فلان فيقول مالي ولبني فلان حتى مر رسول الله ÷ في الخضرا كتيبته فيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم إلا الحدق فقال سبحن الله من هؤلاء يا عباس؟ قلت. هذا رسول الله ÷ في المهاجرين والانصار فقال: ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما قلت: يا أبا سفيان إنها النبوة فقال: نعم إذا التجي إلى قومك. وأتم القصة.
  وروى المسعودي في مروج الذهب بالسند إلى المنذر بن الجارود (قال لما قدم على ¥ دخل مما يلي الطف فأتى الزاوية فخرجت أنظر إليه فورد موكب
  في نحو ألف فارس يقدمهم فارس على فرس أشهب عليه قلنسوه وثياب بيض متقلد سيفا ومعه راية واذا تيجان القوم الأغلب عليه البياض والصفرة مدججين في الحديد والسلاح فقلت: من هذا؟ فقيل: أبو أيوب الانصاري صاحب رسول الله ÷ وهؤلاء الأنصار وغيرهم ثم تلاهم فارس آخر عليه عمامة صفراء وثياب بيض متقلد سيفا متنكب قوما معه راية على فرس أشقر في نحو ألف فارس فقلت: من هذا؟ فقيل: هذا خزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين ثم مر بنا فارس آخر على فرس كميت معتم بعامة صفراء من تحتها قلنسوة بيضاء وعليه قبا ابيض مصقول متقلد سيفا متنكب قوسا في نحو ألف فارس من الناس ومعه راية فقلت من هذا؟ فقيل: أبو قتادة بن ربعي ثم مر بنا فارس آخر على فرس أشهب عليه ثياب بيض وعمامة سوداء قد سد لها بين يديه من خلفه شديد الأدمة عليه سكينة ووقار رافع صوته بقرأة القرآن متقلد سيفا متنكب قوما معه راية بيضا في ألف من الناس مختلفي التيجان حوله مشيخة وكهول وشباب كأن قد أوقفوا للحساب أثر السجود قد