(باب في أحكام قتال الكفار أهل الحرب والغزو)
  أثر في جباههم فقلت: من هذا؟ قال: عمار بن ياسر في عدة من الصحابة من المهاجرين والانصار. ثم مر بنا فارس على فرس أشقر عليه ثياب بيض وقلنسوة بيضا وعمامة صفرا متنكب قوسا متقلد سيفا تحط رجلاه في الأرض في ألف من الناس الغالب على تيجانهم الصفرة والبياض معه راية صفرا قلت من هذا؟ قال: قيس بن سعد بن عبادة في الأنصار وأبنائهم وغيرهم من قحطان ثم مر بنا فارس على فرس ما رأينا أحسن منه عليه ثياب بيض وعمامة سوداء قد سد. لها بين يديه بلواء أشهل قلت: من هذا؟ قبل: هو عبد الله ابن العباس في عدة من أصحاب رسول الله ÷ ثم تلاه موكب آخر فيه فارس أشبه الناس بالأول قلت: من هذا؟ قيل عبيد الله بن العباس ثم تلاه موكب آخر فيه فارس أشبه الناس بالأولين قلت: من هذا؟ قيل: وهذا قلم بن العباس أو معبد بن العباس ثم أقبلت المواكب والرايات يقدم بعضها بعضا واشتبكت الرماح ثم ورد موكب فيه خلق من الناس عليهم السلاح والحديد مختلفوا الرايات في أوله راية كبيرة يقدمهم رجل كأنه كسر وجبر قال ابن عائشة: وهذه صفة رجل شديد الساعدين نظره إلى الأرض أكثر من نظرة إلى فوق كأنما على رؤوسهم الطير وعن ميمنتهم شاب حسن الوجه وعن ميسرتهم شاب حسن الوجه قلت: من هؤلاء قيل: علي بن ابي طالب وهذان الحسن والحسين وهذا محمد بن الحنفية بين يديه معه الراية العظما وهذا الذي خلفه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وهو لا ولد عقيل وغيرهم من فتيان بني هاشم وهؤلاء المشايخ هم أهل بدر من المهاجرين والأنصار فساروا حتى نزلوا الموضع المعروف بالزاوية فصلى أربع ركعات، وعفر خديه، ثم رفع يديه، يدعو اللهم رب السموات وما أظلت ورب الأرضين وما أقلت ورب العرش العظيم هذه البصرة أسالك من خيرها وأعوذ بك من شرها اللهم أنزلنا فيها خبر منزل، وأنت خير المنزلين، اللهم: هؤلاء القوم قد خلعوا طاعتي ونكثوا بيعتي، اللهم أحقن دماء المسلمين وابعث إليهم من يناشدهم. وقد استوفيت هذه القصة لتعرف صفة المقدم الكريم وتعرف أهل الحق القويم، وتقديم الدعاء والاستعانة بالصلوة التي هي قرة عين المؤمنين.
  وقلنا: يستحب على أن يكون تحت كل راية زعيما ليكون أضبط لهم عن لتفرق وأعظم وأقرب إلى الجد في الأمر.
  ولما رواه في الشفاء خبر روى عن أبي هريرة أنه قال كنت مع النبي ÷