(باب حكم امان المسلمين لأهل الشرك)
  في الشفا خبر وروى «أن النبي ÷ هادن قريشاً بالحديبية وبنو بكر كانت حلفا لقريش وخزاعه حلفاً لرسول الله ÷ فأحرب بنو بكر خزاعة وأعانهم نفر من قريش على خزاعة وأمسك سائر قريش فجعل ذلك رسول الله ÷ نقضاً لعهدهم وسار إليهم وذلك يوم الفتح بمكة» وهذا الحديث يشهد له قوله تعالى {ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا}[التوبة: ٤] وفيه ومما يوضح ما ذكرنا من فعل بني بكر بخزاعة أن خزاعة أتوا النبي ÷ للنصرة والأخذ بثأرهم فقال شاعرهم:
  يا رب إني ناشد محمداً ... حِلْفَ أبينا وأبيه الأتلدا
  إن قريشا أخلفوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا
  وبيتونا بالحطيم هجدا ... وقتلونا ركعا وسجدا
  وهم أذل وأقل عددا ... فادع عباد الله يأتوا مددا
  فيهم رسول الله قد تقلدا،
  فقال رسول الله ÷ «لا نصرت إن لم أنصركم» فخرج إلى مكة فنصره الله تعالى وشفا صدور المؤمنين أعني صدور مؤمني خزاعة وذهب كرب قلوبهم بما دل عليه قوله تعالى {وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ}[التوبة: ١٥] قال ابن هشام ويروى: فانصر هداك الله نصرا مددا. «فقال ÷: نصرت يا عمرو بن سالم» قال: ثم عرض لرسول الله ÷ عنان من السماء فقال: ان هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب». والقصة بطولها في سيرة ابن هشام.