(باب التنفيل وقسمة الغنائم)
  فما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع
  وما كنت دون أمريء منها ... ومن تخفض اليوم لم يرفع
  فأتم له رسول الله ÷ مائة.
  ومنها: للامام الصفي وهو شيء واحد يأخذه من المغنوم قال يحيى بن الحسين # في الأحكام فإذا جمعت الغنيمة وضمت بأسرها اصطفى الإمام إن أحب منها شيئاً واحداً إما فرساً وإما سيفا، وإما درعا، «كذلك فعل رسول الله ÷ فيما كان يغنم وكان يسمى ذلك الصفي».
  وفيه وما جعله الله لرسوله من ذلك فهو للإمام العادل من بعده.
  وفي الجامع الكافي قد اختلف العلماء في الصفي فقال قوم: لا يجوز للإمام أن يصطفى لنفسه بعد النبي ÷ وقال قوم: جائز أن يصطفى بعد النبي ÷ لأن رسول الله ÷ فعل ذلك ولم ينه عنه.
  وروى عنه ÷ يوم خيبر انه اصطفى لنفسه: صفية، ويوم بني قريظة: ريحانة بنت عمرو.
  وفيه واحتجوا في جوازه «بان عليا # حين بعثه إلى اليمن اصطفى لنفسه جارية وإنما كان صاحب سرية فلم يعب ذلك رسول الله ÷».
  وفي شرح التحرير للقاضي العلامة زيد بن محمد الكلارى |: روي ابو العباس بإسناده يرفعه إلى عمران بن الحصين قال: «بعث رسول الله ÷ جيشاً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ¥ فمضى في السرية فأصاب جارية فصفى لنفسه فأنكروا عليه فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله ÷ فقالوا: إذا لقينا رسول الله ÷ أخبرناه بما صنع علي وكان المسلمون إذا رجعوا: بدأوا برسول الله ÷ فسلموا عليه ثم يرجعوا إلى رحالهم فلما قدمت السرية سلموا علي رسول الله ÷ فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر أن علي بن أبي طالب صنع كذا فأعرض رسول الله ÷ ثم قام الثاني فقال: مثل ما قاله الأول فأعرض رسول الله ÷ عنه ثم قام الثالث فقال: مثل ما قالاه فأعرض عنه ثم قام الرابع فقال: مثل ما قالوا فأقبل النبي ÷ والغضب يعرف في وجهه فقال: ما تريدون من علي إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي».