[فرائض الوضوء:]
(فصل) [٨ - من الوضوء الترتيب]
  والفروض واحدةٌ واحدةٌ على الترتيب، وقد تقدم فيما تضمنته الأخبار المتقدمة، وفيه تقديم اليمين على اليسرى من اليدين والرجلين، وتوضأ النبي ÷ مرةً مرةً ورتبه وقال: «هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به» وسيأتي إنشاء الله تعالى: فدل على وجوب الترتيب، ولأن هذا الخبر بيان لمجمل الآية، لأن واو العطف صالحة للترتيب، كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا}[آل عمران: ٣٣] الآية، وللجمع كما في آيتي باب حطة. وأيضاً مع صلاحية الواو للترتيب لا يمتنع أن يكون هو المقصود، ولا دليل يصرف المعنى عن هذا الاحتمال، مع أن العمل به معلوم السلامة، ومع مخالفته لا يعلم ذلك، وقد قال: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}[الإسراء: ٣٦]، ولأن العمل بالترتيب مجمع عليه، وتركه مختلف فيه، ولا شك في قوة العمل بالترتيب، وضعف تركه، فليتأمل، ولا وجه يقتضي مخالفة الآية من تقديم وتأخير. وعن النبي ÷ أنه قال في الحج: «أبدَأ بما بدَأ الله به، فقدم الصفا على المروة، وسيأتي إنشاء الله تعالى.
  وفي الجامع الكافي قال محمد: ذكر عن النبي ÷: «أنه كان يبدأ بميامنه حتى في تلبسه وتنعله». قال الحسن بن يحيى: وإن بدأ باليدين قبل الوجه، فليَعُد حتى يبدأ عما بدأ الله به.
  واخرج أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «إذا توضأتم فابدؤا بميا منكم». وصححه ابن خزيمة.