(باب) (في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
(باب) (في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
  قد تقدم ما ورد في فضله، ووجوبه من الآيات القرآنية، والاخبار النبوية، وبعض شروط القائم بهما في باب فضل الإمام العادل وما تجب عليه.
  قال الإمام القاسم بن محمد سلام الله عليه في الأساس: ويجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إجماعاً متى تكاملت شروطه وهي التكليف، والقدرة، عليها أي لا يكون عاجزا، والعلم من الآمر والناهي أن يكون ما أمر به معروفاً وما نهى عنه منكرا أوظن التأثير حيث كان المأمور والمنهي: عارفين بأن المامور به معروف والمنهي عنه منكر والأوجب التعريف، وإن لم يظن التأثير: كان كابلاغ الشرائع واجباً إجماعاً والأصل في ذلك قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ١٥٩}[البقرة] ونحوها مثل قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ}[آل عمران: ١٨٧] الآية وقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ}[البقرة: ١٧٤] الآية وقوله تعالى {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٤٢}[البقرة] وقوله ÷ «من كتم علما مما ينفع الله به في أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار».
  وأخرج ابن عدي في الكامل عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ÷ «من كتم علما عن أهله ألجم يوم القيامة لجاماً من نار» وقال القاسم #: قلت والله الموفق ويجب أيضاً أمر العارف بالمعروف ونهي العارف بالمنكر وإن لم يحصل ظن بالتأثير لقوله تعالى {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ