(باب الموالاة والمعاداة)
  قوله ÷ «من مشى إلى ظالم وهو يعلم أنه ظالم فقد برى من الإسلام يريد: مشي تعظيما له إما بزيارة أو تهنية أو وداع أو تعويد عيد».
  ومنها ما يحصل به إعانة على فسقه من قول أو فعل وإن لم يتضمن تعظيماً لما ورد من الأدلة كما رواه الأمير الحسين وغيره من الأئمة سلام الله عليهم أن النبي ÷ قال: «ينادى بالظلمة وأعوان الظلمة حتى من لاق دواة أو برى لهم قلما فيجمعون في تابوت من حديد ثم يُرمى بهم في جهنم» وكما تقدم من رواية الهادي # في الأحكام «قال النبي ÷ المعين للظالمين كالمعين لفرعون على موسى» وهذا يدخل فيه تحريم المعاونة بكل حال إلا على إقامة معروف أو إزالة منكر حال كون الظالم واقفا على مقتضى الوجه الذي يقتضيه الشرع ورأيه ولم يؤدٍ إلى قوة ظلمه فلا بأس بإعانته في هذه الوضيفة لا غير بل يجب كما صرح الأئمة المطهرون سلام الله عليهم ومنها الدعا له بالمغفرة لقوله تعالى {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ١١٣}[التوبة].
  وكذلك الدعا للظالم بالبقا وتخليد الملك ونحو ذلك مما يفعله اعوان الظلمة فقد جاء في الحديث عن ÷ «من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه فهذه جملة ما يحرم فعله للفاسق من المنافع».
  وأما أنه: يحب الخير للفاسق لكونه قريبه أو رحمه أو لنفعه له أو يدعو له بالرزق ونحو ذلك فقال في شرح الهداية للسيد ابراهيم بن محمد المؤيدي |: قال الناصر #: لا يكره من إمام ولا من مؤمن مخالطة الفاسقين: معاشرةً لا موالاة، وإنما يكره من المؤمنين: إعظامهم لما هم عليه، ومن موالاة القلوب، والمحبة، والرضى بما يفعلون، حسبما روى من طريق زيد بن علي عن النبي ÷ انه قال «لو اجتمع جميع أمتي على قتل رجل بغير حق لكبهم الله في نار جهنم ولو ان رجلا بالمشرق رضي بظلم رجل في المغرب لكان شريكه فيه».
  وأما الموالاة على طريق المجاملة والمواكله على سبيل المعاشرة والخيفة من شره كما روينا عن النبي ÷ «يكرم الفاجر مخافة شره» فلا بأس به والله أعلم.