الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[التاكيد على وجوب العرض على كتاب الله]

صفحة 25 - الجزء 1

  وقال الإمام الناصر أبو الفتح الديلمي في أول تفسيره: روينا عن الحارث الأعور قال: كنت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث فدخلت على أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب #، فقلت يا أمير المؤمنين ألا ترى الناس قد خاضوا في الأحاديث؟ فقال: أوقد فعلوها؟! قلت نعم قال: أما إني قد سمعت رسول الله ÷ - يقول: ألا إنها ستكون فتنةٌ، فقلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله ø فيه نيا ما قبلكم، وخير ما بعد كم، وحكم ما بينكم، فهو الفصل ليس بالهزل، مَن تركه من جبارٍ قَصَمَه الله، ومَن ابتغي الهدى من غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، والصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يَخْلَقُ عن كثرة الترداد، ولا تنقضي عجايبه، هو الذي لم تلبث الجن إذْ سمعته حتى قالوا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ١ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ}⁣[الجن: ١ - ٢]. من قال به صدق، ومَن عمل به أُجِر، ومَن حكم به عدَل، ومن دعا إليه هُدِي إلى صراط مستقيم خذها إليك يا أعور». وهذا في تفسير الثعلبي باختلاف يسير في اللفظ والمعنى واحد، وأخرجه الترمذي بلفظه، ذكره في تجريد جامع الأُصول.

  وفي أمالي المرشد بالله # قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبدالرحيم بقرائتي عليه قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال: حدثنا الحسن بن عَلَّوَيْة القطان قال: حدثنا خلف بن هشأم قال: حدثنا منصور بن عطا قال سمعت حمزة الزيات عن أبي المختار الطائي عن ابن أخي الحارث عن الحارث قال: «دخلت المسجد فإذا الناس قد وقعوا في الحديث، فأتيت علياً # .....» الحديث إلى آخره مع اختلاف يسير في اللفظ.

  ورواه ابن أبي شيبة في مسند علي #، وروى في مجمع الزوايد عن معاذ بن جبل قال، ذكر رسول الله ÷ يوماً الفتن، فعظمها وشَدَّدها، فقال علي بن أبي طالب يا رسول الله فما المخرج؟ قال: «كتاب الله: فيه حديث ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وفصل ما بينكم مَنْ تركه من جبارٍ قصمه الله، ومن اتَّبَع الهدى في غيره أَضله الله، وهو حبل الله المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، هو الذي لَمَّا سمعته