الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[وجوب الجهر بالبسملة باستظهار الأدلة]

صفحة 379 - الجزء 1

  الرحيم من أم القرآن أو من القرآن فيجهر بها في الجهرية ويسرّ بها في السرية والذي يدل على ما ذكرناه: ما ذكره جار الله في الكشاف من أن كلمة التقوى.

  قلت وبالله التوفيق: وعليه يدل سياق الآيات لأن سبب نزولها منع المشركين النبي ÷ من دخول المسجد الحرام عام الحديبية فصالحهم النبي ÷ وأمر علياً # أن يكتب فمنعوه من ذلك ومن أن يكتب محمد رسول الله ÷ فأنزل الله تعالى سورة الفتح وفيها قوله تعالى {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا}⁣[الفتح: ٢٥] إلى قوله تعالى {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا}⁣[الفتح: ٢٦] إلى آخر السورة: ويحتمل أن الله سبحانه أمر النبي ÷ أن يجهر بها إرغاماً لأنوف المشركين الكافرين وشداً لظهور المؤمنين، لأن المؤمنين ¤ كرهوا محوها والمشركين كرهوا اثباتها كما هو مذكور في سيرة النبي ÷.

  وما قدمناه من الأخبار، آكد دلالة على وجوب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم مخصص بما يأتي أن شاء الله تعالى من قول النبي ÷ «صلاة النهار عجمى» كالجهر بالتكبير.

  وروى أحمد بن منصور في أمالي أحمد بن عيسى @ قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة عن مخلد عن أبي يزيد عن الأوزاعي (ح) قال حدثنا يزيد بن هارون عن همام عن أبان، هو شيخ الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: «كان رسول الله ÷ يقرأ في الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة ويسمعنا الآية أحياناً».

  وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي قتادة في صلاة الظهر والعصر نحوه «وفيه، أيضاً: ويسمعنا الآية أحياناً: بلفظه.