الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[مما صدر النهي عنه في الصلاة]

صفحة 13 - الجزء 2

  كما كان رسول الله ÷ يصنع» وفي رواية للنسائي عن علي بن عبد الرحمن قال «صليت إلى جنب ابن عمر فقلبت الحصى فقال لي: لا تقلب الحصى فإن تقليب الحصى من الشيطان وافعل كما رأيت رسول الله ÷ يفعل قلت: وكيف رأيت رسول الله ÷ يفعل؟ قال: هكذا ونصب اليمني وأضجع اليسرى ووضع يده اليمنى على فخذه الأيمن ويده اليسرى على فخذه الأيسر وأشار بالسبّابة».

  وفي الجامع الكافي: وروى محمد بإسناده عن علي # «أنه كره أن يصلي الرجل وهو عاقص⁣(⁣١) شعره».

  وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي عن ابن عباس: رأي عبد الله بن الحارث يصلي ورأسه معقوص من ورائه فقام فجعل يحله، فلما انصرف أقبل إلى ابن عباس فقال: مالك ولرأسي؟ قال «سمعت رسول الله ÷ يقول: إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوف».

  وفي كتاب المناهي لمحمد بن منصور المرادي ¦ قال «نهى رسول الله ÷ عن الأقعاء في الصلاة وقال أنها عقبة⁣(⁣٢) الشيطان، ونهى أن يتقي الرجل بأحد أعضائه السبعة، وقال: لا تتم صلاة من فعل ذلك، ونهى أن يجعل الرجل يده في حقوه، وأيديه في حقويه، وقال: كذلك أهل النار في النار، ونهى أن يجعل يده على يده في صدره وهو يصلي أو يده على فيه وهو يصلي، قال وكذلك المغلول، وأمر أن يرسل يديه إذا كان قائماً في الصلاة، ونهى أن يجاوز يديه إذا كبر ونهى أن يدخل احدى يديه تحت الأخرى على صدره، إلى أن قال: وأمره أن يرسلهما، ونهى أن يصلي الرجل وهو عاقص شعره، ونهي عن تسوية الحصى في الصلاة وسمع رجلاً يقلب الحصى فلما سلم أقبل على القوم ثم قال أيكم كان يقلب الحصى؟ فارَمّ القوم أي سكتوا فقال رجل أنا يا رسول الله فقال أما أنه كان حظك من صلاتك، ونهى أن يمسح الرجل موضع السجود إذا كان في الصلاة وقال ليمسح أحدكم مرة واحدة أو ليدع ولأن يكف عن تسوية الحصى أو مسح الأرض، لموضع سجوده خير له من أن يكون له مائة ناقة سود الحدق، ونهي عن العبث في الصلاة فرآي رجلاً يصلي وهو يعبث


(١) العقص ظفرة الشعر وشده وغرز طرفه في أعلاه تمت من التيسير.

(٢) في النهاية: نهى رسول الله ÷ عن عقبة الشيطان وهو أن يضع إليته على عقبيه بين السجدتين وهو الذي يجعله بعض الناس الأقعاء تمت.