(فصل في القنوت)
  وقال الهادي # في الأحكام وإن شئت قَنَتَّ بعد التسليم من الوتر بالقنوت الذي علمه النبي ÷ ابنه الحسن بن علي @: يروي عن علي بن أبي طالب # أنه قال: إن جبريل #، علّم هذا القنوت النبي ÷، فعَلَّمَه النبي ÷ ابنه الحسن وهو: «اللهم اهدني فيمن هديت، وتولني فيمن توّليت، وعَاِفني فيمن عافيت، وبارك لي فيما أعطيت، وقِنِي شر ما قَضَيْت، إنك تَقْضِي ولا يقضي عليك، لا يذل من واليت، ولا يعِزُّ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت» قال: وزاد فيها النبي ÷ «اللهم إني أسألك الهدي والتقي والعفة والغني وأعوذ بك من غلبة الدَّين وغلبة العَدُوِّ».
  وفيه أيضاً: وهذا القنوت يقنت به بعد التسليم من الوتر ولا نُحِبُّه قبل التسليم لأنه ليس بقر آن ولا يقنت في الصلاة إلا بما كان من كتاب الله ø.
  قال الهادي # وقد قيل أن ما روي في هذا القنوت عن رسول الله ÷ في الوتر: كان قبل تحريم الكلام في الصلاة.
  وفيه أيضاً ومن أحب أن يقنت بقنوت على بن أبي طالب # قنت به بعد التسليم من الوتر كذلك كان أمير المؤمنين # يقنت به فكان يقول «اللهم إليك رُفِعَت الأبصار وبُسِطت الايْدي وأفْضَتِ القلوب، ودُعيْتَ بالالْسُن، وتحُوْكِم إليْك في الأعمال، اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين، نشكو إليك غيبة نبيئنا، وكثرة عُدوِّنا، وقلة عدَدِنا، وتظاهر الفِتَن وشِدَّة الزمن اللهم أعنِّا بفتحٍ تعجله، ونصر تُعِز به، وسلطان حقٍ تظهره إله الحق آمين» وهو في مجموع زيد بن علي @.
  وفي أمالي أحمد بن عيسى @ قال محمد بن منصور: حدثني أحمد بن عيسى عن حسين عن أبي خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي $ قال: كلمات علمهن جبريل # رسول الله ÷ قال: تقولهن في قنوت الفجر وقنوت الوتر «اللهم اهدني فيمن هديت» إلى آخر الحديث من دون لفظ «ولا يعز من عاديت» قال في الأمالي وزاد فيها رسول الله ÷ «اللهم إني أسالك إلهدى» إلى اخر الحديث الذي رواه الهادي # بزيادة لفظ «وبوار الأيِّم، وهذا الحديث الذي أوله «اللهم اهدني فيمن هديت» إلى آخره وهو «تباركت وتعاليت» ذكره في الشفا وقد أشار إلى هذا الخبر في الجامع الكافي.