[الرخصة للعذر]
  فتمشوا في الطين والدحض(١)» قال متفق عليه يعني رواه البخاري ومسلم. قال وفي رواية لهما «فعله من هو خير مني يعني النبي ÷».
  وفيه أيضاً: قال وعن نافع أن ابن عمر أذن بالصلاة في ليلة ذات برد، وريح، ومطر، ثم قال: إلا صلوا في الرحال ثم قال «كان النبي ÷ يأمر المؤذن إذا كانت ليلة ذات برد ومطر يقول إلا صلوا في الرحال، قال متفق عليه، يعني رواه البخاري ومسلم.
  قال وفي رواية لمسلم أنه كان يأمر مؤذنه في السفر».
  وأخرج مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، عن ابن عمر أن رسول الله ÷ «كان يأمر المؤذن في الليلة الباردة أو ذات المطر، في السفر: إلا صلوا في رحالكم».
  وفي تحفة المحتاج عن أبي هريرة أن النبي ÷ ﷺ قال لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال، معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار، قال: متفق عليه يعني أخرجه البخاري ومسلم قال: واللفظ لمسلم.
  وفي أمالي أحمد بن عيسى @ حدثنا سفيان قال حدثنا جرير عن الأعمش عن محارب عن جابر قال «قام معاذ وصلى العِشاء الآخرة فجآء فتى من الأنصار، فدخل المسجد فطول معاذ فأثقل الرجل فصلى في ناحية المسجد، ثم خرج فلما صلى معاذ أخبر بما صنع فقال منافق وسبّه، لأخبرن رسول الله ÷ فأخبره فقال له رسول الله ÷ ما حملك على ما صنعت؟ قال يا رسول الله عملت على ناضح لي فلما رجعت سمعت الإقامة فدخلت لأصلي فطول فتنحيت فصليت في ناحية المسجد ثم أتيت ناضحي، فأعْلفتنه، فقال النبي ÷، أفتَّان يا معاذ؟ أين أنت من سبح اسم ربك الأعلى والضحى وإذا السماء انفطرت وأشباهها»؟.
  وفي الشفا أن قومًا شكوا إلى رسول الله ÷ فقالوا «إنا نظل في أعمالنا طول النهار ثم نصلي خلف معاذٍ فيقرأ بالبقرة، وآل عمران، فقال النبي ÷ أفتان أنت يا معاذ؟ إما أن تخف بهم الصلاة، وإما أن تجعل صلاتك معنا».
(١) الدحض الزلق انتهى من النهاية.