الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (في وجوب سكوت المؤتم خلف الإمام في الجهرية)

صفحة 43 - الجزء 2

  فحمل اللفظ على ما يطابق الكتاب: أولى.

  وروى الواحدي في أسباب النزول بإسناده إلى أبي هريرة قال هذه الآية {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا}⁣[الأعراف: ٢٠٤] أنزلت في رفع الأصوات وهم خلف رسول الله ÷ في الصلاة، والله اعلم.

  وقال في الجامع الكافي بلغنا عن سلمان ¥ أنه قال «من وضع رأسه أو رفعه قبل الإمام فإنما ناصيته بيد شيطان يرفعها ويضعها».

  واخرج هذا الحديث مالك عن أبي هريرة مرفوعًا إلى النبي ÷. وقال في الشفا وروي عن النبي ÷ أنه قال ... «لاتبادروني بالركوع والسجود».

  وفيه أيضاً عن النبي ÷ أنه قال «أما يخشى من رفع رأسه قبل الإمام أن يُحَوَّل رأسه رأس حمار» وأخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة مرفوعًا إلى النبي ÷.

  وفي أمالي أحمد بن عيسى @ قال محمد بن منصور: حدثنا ضرار بن صرد عن عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن بُسر⁣(⁣١) بن محجن الديلي⁣(⁣٢) عن محجن أنه كان جالسًا مع النبي ÷ فأُذّن بالصلاة فقام رسول الله فصلى، ثم رجع ومحجن في مجلسه كما هو، فقال له رسول الله ÷ «ما منعك أن تصلي معنا ألسْتَ برجل مسلم؟ قال بلى يا رسول الله ولكني قد كنت صليت في أهلي فقال رسول الله ÷ إذا جئت فصلّ مع الناس وإن كنت قد صليت».

  وفي الجامع الكافي وروى محمد: يعني بن منصور بإسناده عن محجن الديلي أنه كان جالسا فذكر الحديث المتقدم.

  وفي الشفاء عن يزيد بن عامر قال «جئت والنبي ÷ في الصلاة فجلست ولم أدخل معهم في الصلاة قال فانصرف علينا رسول الله ÷ فرآني جالسًا فقال ألم تسلم يا يزيد؟ قلت: بلى يا رسول الله قد أسلمت قال في منعك أن تدخل مع الناس في


(١) بسر بالبا الموحدة المضمومة والسين الساكنة المهملة انتهى من تجربد جامع الاصول.

(٢) بكسر الدال المهملة وسكون الياء تحتها نقطتان انتهى نقلا عن هامش الأم.