[استحباب قصر الخطبة]
[استحباب قِصرَ الخطبة]
  وفي تحفة المحتاج عن الحكم بن حَزن وأنه قام في خطبته يوم الجمعة متوكئًا على عصى أو قوسٍ فحمد الله وأثنى عليه بكلمات خفيفات، طيبات مباركات، ثم قال: يا أيها الناس إنكم لن تطيقوا ولن تفعلوا كلمَّا أمِرتُمْ به ولكن سدِّدُوا وأبشروا» رواه أبو داود وأما ابن السكن فأخرج هذا الحديث في صحاحه.
  وفي الشفا: وروى أن عمارًا ¥ «خطب وأوجز فقيل: لو كنت تنفست؟ فقال: سمعت رسول الله ÷ يقول «قِصَر خطبة الرجل من فِقهه».
  وفيه أيضاً روى أنه يعني عمارًا ¥ خطب فقيل له ما تَنَفَّست، قال: أمرنا رسول الله ÷ بإقصار الخطبة وإطالة الصلاة».
  وأخرج أبو داود عن أبي وايل قال «خطبنا عمَّار فأوجز وأبلغ فلما نزل قلنا يا أبا اليقضان: لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست؟ فقال إني سمعت رسول الله ÷ يقول إن الصلاة وقصر الخطبة مئنه(١) من فقه الرجل فأقصروا الخطبة وأطيلوا الصلاة».
  وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن جابر بن سمرة «كانت صلاة رسول الله ÷ قصدًا، وخطبته قصدًا».
  وفي تحفة المحتاج عن أبي راشد أن عمارًا ¥ قال «أمرنا رسول الله ÷ بإقصار الخطبقال رواه أبو داود قال: وأما الحاكم فأخرجه وقال: صحيح الإسناد.
  قال: وفي السفا: روي جابر رضي عنه «أن النبي ÷ ﷺ خطب يوم الجمعة فحمد الله وأثنى عليه، ثم يقول على إثر ذلك وقد علا صوته واشتد غضبه واحمرت عيناه، كأنه منذر جيش: بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعه الوسطى، والتي تلي الإبهام، ثمَّ يقول إن أفضل الحديث كتاب الله، وخير إلهدي هديُ محمد ÷، وشرّ الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة من ترك ما لًا فلأهله ومن ترك دَينًا أو ضياعًا(٢) فإلي.
(١) المئنه تفعله من أن التي للتحقيق أي أن قصر الخطبة وطول الصلاة علامة من فقه الرجل.
(٢) الضياع بالفتح العيال تمت جمع أصول.