الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل في تحريم النعي)

صفحة 195 - الجزء 2

  وفيه أيضًا: وعن أنس أنّ النبي ÷ قال لما قُبض إبراهيم # «لا تدرجوه في أكفإنَّه أنظر إليه، فأُتي فأكب عليه وبكى».

  وفي شرح التجريد: قال اخبرنا أبو بكر المقري قال حدثنا الطحاوي قال حدثنا ابن أبي داود قال حدثنا أحمد بن عبد الله قال حدثنا يونس قال حدثنا إسرائيل عن محمد بن عبد الرحمن عن عطاء عن جابر بن عبد الله عن عبد الرحمن بن عوف قال: أخذ رسول الله ÷ بيدي، فانطلقت معه إلى إبنه إبراهيم وهو يجود بنفسه، فأخذه ÷ حتى خرجت نفسه، فوضعه ثم بكى فقلت: يا رسول الله: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال ÷: «إنّي لم أنّه عن البكاء ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة لهو ولعب ومزامير شياطين، وصوت عند مصيبة لطم وجوه وشق جيوب. وهذا رحمة. ومن لم يرحم لا يرحم». وهو في أصول حدثني عمي عن الأحكام والشفاء.

  وفي أمالي أحمد بن عيسى @ قال محمد حدثني حمزة بن أحمد قال حدثني عمي عن أبيه عن جده عن علي # قال: «لما مات إبراهيم أمرني رسول الله ÷ فغسلته وكفنّه رسول الله ÷، وحنطه وقال لي: إحمله يا علي. فحملته حتى جئت به البقيع. فصلى عليه رسول الله ÷ ثم قال لي: أنزل يا علي في قبره. فنزلت. ودلاه عليَّ رسول الله ÷.

  فلما أن رآه منصبا بكي رسول الله ÷ وبكا المسلمون لبكاء رسول الله ÷ حتى ارتفعت أصوات الرجال على أصوات النساء. فنهاهم رسول الله ÷ أشد النهي. وقال: تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب. لولا أجل معدود، ويوم موعود، لاشتد حزننا عليك يا إبراهيم، وإنّا بك نَصِبُون، وإنّا عليك لمحزونون. ثم سوّى قبره، ووضع يده على رأسه، وغمزها حتى بلغت الكوع».

  وأخرج الترمذي عن جابر ¥ قال: أخذ رسول الله ÷ بيد عبد الرحمن بن عوف فانطلق إلى ابنه إبراهيم، فوجده يجود بنفسه فأخذه ÷ في حجره فبكى. فقال له عبد الرحمن: أو لم تكن نهيت عن البكاء؟ قال: لا. ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت خمش وجوه، وشق جيوب، ورنة شيطان».

  وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أنس قال: دخلنا مع رسول الله ÷ على أبي سيف القين، وكان ظئراً لإبراهيم ابن رسول الله ÷، فأخذ رسول الله ÷