(باب في ذكر عذاب القبر نعوذ بالله منه)
(باب في ذكر عذاب القبر نعوذ بالله منه)
  قد تقدم قوله ÷: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير».
  في شمس الأخبار عن أمالي المرشد بالله # بإسناده إلى أنس عن النبي ÷ أنّه قال: «لولا أنّ لا تدافنوا لدعوتُ الله أنّ يُسْمَعَكُم عذاب القبر».
  وفيه أيضًا عن أمالي المرشد بالله # باسناد إلى عثمان عن النبي ÷ أنّه قال: «إنّ القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإنَّ نَجِيَ منه فما بعده أيسر، وأنّ لم ينج منه فما بعده أشرُّ منه. وقال: والله ما رأيت منظراً قط، إلا والقبر أفظع منه وأخرج هذا الخبر بلفظه الترمذي عن هاني مولى عثمان بن عفان. وأخرج أبو داود والحاكم عن عثمان قال: «كان رسول الله ÷ إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: استغفروا لأخيكم، واسألوا الله له التثبيت، فإنَّه الأنّ يسأل». قال الحاكم صحيح الأسناد. ذكر ذلك في تحفة المحتاج.
  وأخرج الترمذي عن علي بن أبي طالب # قال: «ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزل: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ١ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ٢}[التكاثر].
  وأخرج البخاري ومسلم والترمذي عن عائشة: «أنّ يهودية دخلت علينا فذكرت عذاب القبر وأنّهم يعذبون، فقالت: أعاذك الله من ذلك فسألت رسول الله ÷ عن عذاب القبر فقال: «نعم إنّ عذاب القبر حق، وإنّهم ليعذبون في قبورهم عذأبًا تسمعه البهائم». فقالت: ما رأيته بَعْدُ صلى صلاة إلا تعوذ فيها من عذاب القبر.
  وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أنس عن النبي ÷ أنّه قال: «إنّ العبد إذا وُضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى أنّه يسمع قرع نعالهم: أتاه الملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنّه عبد الله ورسوله. فيقال: أنظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً