(فصل) (في شفاعة النبي ÷ ومن يستحقها ومن لا يستحقها)
  الضارب بسيفه أمام ذريتي، والقاضي لهم حوائجهم عندما أضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه».
  وأخرج الخطيب عن علي #: عن النبي ÷ «شفاعتي. لأمتي: من أحب أهل بيتي».
  وقال أبو طالب # في أماليه: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال حدثنا أبو محمد السرخسي قال حدثنا علي بن حجر قال عبد الله بن موسى حدثنا إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس ¥ قال: قال رسول الله ÷: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة، كنت له شفيعا يوم القيامة».
  وأخرج البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي عن جابر ¥ أنّ رسول الله ÷ قال: «من قال حين يسمع الندا: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً كما وعدته»، وفي رواية «الذي وعدته: حلت له شفاعتي القيامة».
  قلت وبالله التوفيق: وشاهد هذه الأخبار قوله تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ٢٨}[الأنبياء] {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ٧ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٨ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٩}[غافر].
  دل ذلك على أنّ أسباب شفاعة النبي ÷ هي الطاعات لا المعاصي. يؤيد ذلك أخبار ستقف عليها أنّ شاء الله تعالى. وفي أمالي المرشد بالله # أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سبنك قال