الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب أحكام الأرضين)

صفحة 260 - الجزء 2

  وروى ابن بلال عن أبي هريرة قال، قال رسول الله ÷ «إنّ أبغض الخلق إلى الله ø العالم يزور العمال».

  ذكر هذه الأحاديث الأسيوطي في الجامع الصغير.

  وأخرج ابن عساكر عن معاذ عن النبي ÷ أنّه قال «إذا ظهرت البدع، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فمن كان عنده علم فلينشر، فإنّ كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل على محمد ÷.

  أليس كان بنو أمية وأتباعهم يلعنون عليًّا # على المنابر وابن شهاب يسمع ويرى فماله ما يغضب ويظهر علمه، وكان جده عبد الله بن شهاب شهد المشركين بدراً وكان من النفر الذين تعاقدوا يوم أحد لإن رأوا رسول الله ÷ ليقتلُتنَّه أو ليُقْتَلُنّ دونه؛ وكان أبوه مسلم مع مصعب بن الزبير ولم يزل الزهري مع عبد الملك ثم مع هشام بن عبد الملك سليمان بن عبد الملك. وكان يزيد بن عبدالملك قد استقضاه وجرح الزهري بالأدلة القاطعة من الكتاب والسنة كما ترى أولى من توثيقه بمجرد الهوى لكونه من شيوخ المعدل له فقط فليتأمل. وجميع أهل البيت # يجرحونه.

  وأما مالك بن أوس بن الحدثان البصري المدني فقال عبد الرحمن بن يوسف المروزي البغدادي الحافظ البارع الناقد المعروف بابن خراش أنّ مالك بن أوس بن الحدثان متهم بوضع «نحن معاشر الأنبياء لا نورث وأنّ عليًّا والعباس ومن حضر من الصحابة أقروا بذلك».

  قلت ومما يدل على ذلك أنّ عليًّا والعباس @ لو كانا معترفين بذلك ما طلبا ميراث النبي ÷ من عمر فإنّهما في المحل الذي يقضي لهما إنّهما لا يطلبان ما ليس لهما بحق ولأنّ حديث أبي بكر لا نورث مخالف لنص الكتاب حيث قال تعالى {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ}⁣[النمل: ١٦] وقال سبحانه حاكيًا عن زكريا {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ}⁣[مريم: ٦] وأبو بكر أولى بإن لا يخالف كتاب الله وكتاب الله أحق بإن يكون صحيح المعنى وألاّ يخالف فمعناه لفظه وأن يكون عمر أخذ ميراث النبي ÷ استصلاحا كما منع عمر وعثمان بني هاشم من الخمس مع اعترافه به ولإنّ عمر رد لعلي والعباس @ أملاك النبي ÷ في المدينة. أخرج ذلك مسلم وأبو داود والنسائي من