الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب أحكام الأرضين)

صفحة 261 - الجزء 2

  حديث عائشة قالت «سألت فاطمة أبا بكر أن يقسم لها ميراثها وساقت الحديث إلى أن قالت ففعل ذلك عمر فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي # وعباس» الخبر إلى آخره انتهى.

  وأخرج البخاري قال حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة «أنّ فاطمة والعباس رضوان الله عليهما أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله ÷ وهما حينئذ يطلبان أرضهما من فدك وسهمها من خيبر. فقال لها أبو بكر: سمعت رسول الله ÷ يقول «لا نورث ما تركناه صدقة، إنّما يأكل آل محمد من هذا المال». قال أبو بكر: لا أدع أمرا رأيت رسول الله ÷ يصنعه فيه إلا صنعته. قال: «فهجرته فاطمة & فلم تكلمه حتى ماتت».

  وقال البخاري حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أنّ أزواج النبي ÷ حين توفي رسول الله ÷ أَرَدْنَ أن يبعثن عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن. فقالت عائشة: أليس قد قال رسول الله ÷: «لا نورث ما تركناه صدقة».

  وقال مسلم يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أنّها قالت: إنّ أزواج النبي ÷ فذكر الحديث إلى آخره.

  وأخرجه أبو داود قال حدثني عمرو بن عثمان الحمصي قال حدثني أبي قال حدثني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال حدثني عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي ÷ أنّ أزواج النبي ÷ وساق الحديث.

  وأخرج مسلم قال: حدثني محمد بن رافع أخبرنا حجين حدثنا ليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أنّها أخبرته أنّ فاطمة بنت رسول الله ÷ أرسلت إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها من رسول الله ÷ مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر: إنّ رسول الله ÷ قال لا نورث ما تركناه صدقة إنّما يأكل آل محمد في هذا المال وإنّي والله لا أغير شيئًا من صدقة رسول الله ÷ عن حالها التي كانت عليه في عهد رسول الله ÷ ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله ÷ فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة & شيئًا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ودفنها زوجها علي بن أبي طالب # ليلاً ولم يوذن بها أبا بكر وصلى عليها علي #.