(باب أحكام الأرضين)
  عروة بن الزبير حدثه قال حدثتني عائشة قالت كنت عند رسول الله ÷ إذ أقبل علي والعباس فقال: يا عائشة أنّ هذان يموتان على غير ملتي. قال وروى عبد الرزاق عن معمر قال كان عند الزهري حديثان عن عروة عن عائشة في علي # فسألته عنهما يوماً فقال ما تصنع بها قلت أعلم بهما قال فأما الحديث الأول فقد ذكرناه وأما الحديث الثاني فهو أنّ عروة زعم أنّ عائشة حدثته قالت: كنت عند رسول الله ÷ إذ أقبل العباس وعلي فقال يا عائشة إن يسرك أن تنظري إلى رجلين من أهل النار فانظري إلى هذين قد طلعا فنظرت فإذا العباس وعلي.
  فما كان حاله هذا ويتجارى على الكذب ووضع الحديث عن النبي ÷ فما باله ينزه عن الكذب على عائشة وعلى أبي بكر وكذلك القول في الزهري ومالك ابن أوس بن الحدثان فإنّ مرجع هذا إلى هؤلاء الثلاثة وحالهم كما وصفنا.
  ومن رجال هذا الحديث شعيب بن أبي حمزة من موالي بني أمية من أكابر أهل حمص وكلهم ناصبية وذلك مشهور عنهم. وكان سب أمير المؤمنين # عندهم على المنابر. وشعيب هذا يسمع ويرى.
  ومن رجاله اسماعيل بن أبان الوراق الكوفي أحد شيوخ البخاري روى الحاكم عن الدارقطني أنّه قال ليس عندي بالقوي، وقال الجوزجاني كان مائلاً عن الحق.
  ومنهم زيد بن يونس الأيلي مولى معاوية بن أبي سفيان وصاحب الزهري قال ابن سعد: ليس بحجة. وقال وكيع: سيء الحفظ. واستنكر له أحمد بن حنبل أحاديث. وقال الأثرم: ضعّف أحمد أمر ابن يونس.
  ومن رجاله يحيى بن عبد الله بن بكير. روى عنه البخاري قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال النسائي ضعيف.
  وقال مرّة: ليس بثقة.
  ومن رجاله عبد الله بن محمد بن حميد أبو بكر بن أبي الأسود البصري قال أحمد بن أبي خيثمة كان ابن معين سيء الرأي في أبي بكر بن أبي الأسود.
  ومن رجاله معمر بن راشد أبو عروة. قال الذهبي: له أوهام معروفة. وقال أبو حاتم: ما حدّث به في البصرة ففيه أغاليط.
  وروى العلاى عن يحيى بن معين قال معمر: ثابت ضعيف.