الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(الأول: الإحرام)

صفحة 41 - الجزء 3

  وذلك لقوله تعالى {وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ}⁣[المائدة: ٢] ثم قال {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا}⁣[المائدة: ٢] ولم يتقدم إلا ذكر القلائد فقام مقام التلبية.

  ولما في الشفا خبر وروى جابر قال: «كنت عند النبي ÷ جالسا في المسجد فقد قميصه من جيبه حتى أخرجه من رجليه فنظر القوم إليه فقال إني أمرت بهديي الذي بعثت به أن يقلد اليوم ويشعر فلبست قميصي وأُنسِيت فلم أكن لأخرج قميصي من رأسي وكان بعث بهديه وأقام بالمدينة» وذكر هذا في مجمع الزوائد، وقال: رواه أحمد، والبزار، ورجال أحمد ثقات وذكر أيضا أخصر منه بمعناه.

  ويتعين ذكر التلبية إن لم يقلد الهدى مع إمكان المحرم النطق بها ولا يقوم غيرها مقامها من تحميد أو تكبير أو غيرهما لقوله ÷: «خذوا عني مناسككم» وللقياس على تعيين التكبيرة في الإحرام بالصلاة.

(فصل) (في فسخ الحج إلى العمرة وفي الإحرام المجهول)

  في أمالي الإمام أحمد بن عيسى: حدثنا محمد حدثنا ضرار قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن الحارث بن بلال بن الحارث التميمي عن أبيه قال: «يا رسول الله أخبرني عن فسخ الحج لنا خاص أم للناس عام؟ فقال: عن أبيه بل لنا خاص» وهو في الجامع الكافي.

  وبه: قال وحدثنا محمد قال حدثنا عباد عن يحيى بن سالم عن ابي الجارود قال: قال أبو جعفر وكان علي بن الحسين إذا صدر من مكة وارتحل إلى أهله قال: «آيبون إن شاء الله تائبون عايدون إلى ربنا راغبون»، وقال: «لما أتى النبي ÷ ذا الحليفة أمر الناس فأهلوا بالحج فلما قدموا قال اجعلوها عمرة ثم قال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ما تصنعون» قال «وكان علي باليمن فأقبل حتى إذا كان بيلملم لم يدر كيف لبي الناس وكيف أمر رسول الله ÷ فلبى وقال: إهلال كإهلال رسول الله فلما قدم دخل البيت فإذا ريح طيبة ففزع من ذلك فقال: مالك يا