الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(النسك الثاني طواف القدوم)

صفحة 69 - الجزء 3

[الدعاء في الطواف]

  وفي الاحكام باب ما يقول الحاج اذا رأى الكعبة يطوف بالبيت سبعة أشواط يرمل في ثلاثة أشواط ويمشي الأربعة الباقية ويقول في طوافه حين يبدئه ويكون ابتداؤه من الحجر الأسود: ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فاذا حاذا باب الكعبة قال وهو مقبل إليها بوجهة: اللهم هذا البيت بيتك والحرم حرمك والعبد عبدك وهذا مقام العائذ بك من النار، اللهم فأعذني من عذابك، واختصني بالأجزل من ثوابك، ووالدي وما ولدا، والمسلمين والمسلمات، يا جبار الأرضين والسموات، ثم يمضي في طوافه ويقول: رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الله الأعز الأكرم، يردد هذا القول حتى ينتهي إلى الحجر الأسود فإذا انتهى إليه استلمه وقال: اللهم إيماناً بك وتصديقا بكتابك واتباعا لأمرك واقتداء بسنة نبيك محمد ÷ الطيبين الأخيار الصادقين الأبرار اللهم اغفر لي ذنوبي وكفر عني سيئاتي، وأعني على طاعتك، إنك الدعاء.

  ثم يمضي حتى يواجه الباب فيقول: كما قال أولاً ويفعل في طوافه كما يفعل في أوله ويستلم الأركان كلها وما لم يقدر عليه منها أشار إليه ويقول عند استلامه الأركان: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ٢٠١}⁣[البقرة].

  وإنما نقلت كلام الأحكام مستكملا لأن جميع طوائف الإسلام فيما شاهدته وسمعته عند ترددي إلى الطواف أعواماً لا يتركون هذا المذكور المأثور إلا في استلام الأركان فربما اقتصر على الركنين: ركن الحجر الأسود واليماني في الاستلام.

  وفي شرح التجريد أخبرنا أبو بكر المقري حدثنا أبو جعفر الطحاوي حدثنا محمد بن خزيمة وفهد قالا: حدثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني ابن الهادي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر «أن رسول الله ÷ طاف في حجة الوداع سبعة يرمل في ثلاثة ويمشي في أربعة».

  وروى أبو جعفر بإسناده الى ابن عمر «أن رسول الله ÷ سعى في ثلاثة ومشى في أربعة في الحج والعمرة».