الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[النسك السادس: المرور بالمشعر الحرام]

صفحة 96 - الجزء 3

  وفي شرح التجريد: ويدل على ذلك أن النبي ÷»: وقف فيه».

  وفي الشفا عن جابر أن النبي ÷: «ركب ناقته حتى أتى المشعر⁣(⁣١) الحرام فاستقبل القبلة، ودعا وكبر وهلل حتى أسفر».

  وفي أصول الأحكام في حديث جابر «أن النبي ÷ اضطجع بها حتى صلى الفجر - يعني مزدلفة - فلما صلى ركب ناقته حتى أتى المشعر الحرام واستقبل القبلة فدعا وكبر وهلل فلم يزل واقفاً حتى أسفر ثم دفع قبل طلوع الشمس».

  وأخرج البخاري عن عمر بن ميمون، قال»: شهدت عمر صلى بجمع الصبح ثم وقف فقال: إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس ويقولون أشرق ثبير وإن النبي ÷ خالفهم ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس».

  أخرج النسائي عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال ابن مسعود ونحن بجمْع»: سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة «يقول في هذا المكان: لبيك اللهم لبيك»

  في شرح التجريد روى ابن أبي شيبة بإسناده عن أبي الزبير عن جابر قال: لما بلغنا وادي مُحسّر قال: «خذوا حصى الجمار من وادي مُحَسر» وهذا الموضع من المزدلفة

  وأخبرنا أبو الحسين بن إسمعيل حدثنا الناصر حدثنا محمد بن منصور حدثنا أحمد بن عيسى عن حسين بن علوان عن أبي خالد عن أبي جعفر قال: «حصى الجمار قدر أنملة وكان يستحب أن تؤخذ من مزدلفة» وأخرج النسائي عن الفضل بن عباس قال: قال رسول الله ÷ حين دفعوا عشية عرفة وغداة جمع «عليكم السكينة وهو كاف ناقته حتى إذا دخل منى حين هبط محسّراً قال عليكم بحصى الخذف الذي يرمى به»

  وأخرج النسائي عن ابن عباس قال: قال رسول الله ÷ غداة العقبة وهو على راحلته «هات ألقط لي فلقطت له حصيات من حصيات الخذف فلما وضعتهن في يده قال: بأمثال هؤلاء إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من قبلكم الغلو في الدين»


(١) المقصود به قزح كما سبق وهو جبل معروف يقف الحجيج عليه بالدعاء بعد الصبح يوم النحر، قال الأزرقي وعلى قزح إسطوانة ممدودة قدرها أربعة وعشرون ذراعاً وطولها اثنا عشر ذراعا وفيها خمس وعشرون درجة وهو على خشبة مرتفعة.