الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (في زيارة قبر النبي ÷ وفضلها وزيارة آل النبي ÷ وصحابته الأخيار ¤)

صفحة 170 - الجزء 3

  أمن بعد تكفين النبي ودفنه ... بأثوابه ءآسى على ميت ثوى

  لقد غاب في وقت الظلام لدينه ... على الناس من هو خير من وطي الحصا

  ولما دفنها⁣(⁣١) أنشأ يقول:

  لكل اجتماع من خليلين فرقة ... وكل الذي دون الممات قليل

  وان افتقادي فاطماً بعد أحمد ... دليل على أن لا يدوم خليل

  ولما انصرف من دفنها زار رسول الله ÷ وقال: إن الصبر لجميل إلا عنك، وإن الجزع لقبيح إلا عليك، وإن المصيبة فيك لجلل. ثم أنشأ يقول:

  إني أجل ترى حللت به ... من أن أرى بسواه مكتئبا

  ما غاض عند نازلة ... إلا جعلنك للبكا سببا

  وإذا ذكرتك سامحتك به ... مني الجفون وفاض الدمع وانسكبا

  دمعي وقال في التلخيص لابن حجر: مما يدل على الجواز بالنسبة إلى النساء ما رواه عن مسلم عن عائشة «قالت كيف أقول يا رسول الله؟ - تعني إذا زارت القبور - قال قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين» وللحاكم من حديث علي بن الحسين بن علي À «أن فاطمة بنت النبي ÷ كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده».

  قلت وبالله التوفيق: فتأس بأمير المؤمنين وسيد الوصيين وأم السبطين الزهرا بضعة خاتم النبيين عليهم افضل الصلاة والتسليم في كل حين، وكرر زيارة المصطفى وأهل بيته المطهرين الشرفا، وشد الرحل الى زيارته وزيارتهم⁣(⁣٢) تظفر بشفاعته لك وشفاعتهم وتحشر في زمرتهم.


(١) أي: فاطمة ^.

(٢) قوله وشد الرحل لزيارته إلى آخره: اشارة الى الرد على من منع شد الرحل لذلك محتجا بما روي عنه ÷ لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد وهو احتجاج في غاية الضعف والبعد عن فهم معنى الخبر فليس المقصود منه النهي عن شد الرحال على العموم قطعا واجماعا إذ هي تشد للجهاد وللهجرة وجوبا وللكسب والنزوح وغير ذلك وليس المقصود به الا المبالغة في تفضيل الثلاثة المساجد على غيرها من المساجد والتقدير لا تشد الرحال الى شيء من المساجد إلا الثلاثة فهو في معنى أنه لا ينبغي تشد الرحال الى شيء من المساجد الا الثلاثة وأن الشد غيرها كلا شد فتأمل والله ولي التوفيق.

انتهى من خط فضيلة شيخنا مجد الدين بن محمد المؤيدي وعليها توقيعه حفظه الله.