[تعريف الساحر والكاهن والمنجم]
  هذه الحال يجوز رفعه إلى السلطان، ولو علم الرافع أن السلطان سيفعل به فوق ما يستحقه.
  وإنما قلنا ذلك لأن أهل المذهب وغيرهم قد قالوا: إنه يجوز الدفاع عن النفس والمال ولو بالقتل، إن لم يندفع إلا به، والرفع إلى الظالم من هذا الباب.
[تعريف الساحر والكاهن والمنجم]
  سؤال: ما هو تعريف الساحر والكاهن والمنجم الذي لا يجوز الذهاب إليه كما في الحديث: «من أتى كاهناً ..» إلخ، وهل من ذلك: الرجل يذهب إلى رجل يقال إنه يخبر عن مكان السرقة وعن سارقها ونحو ذلك؟
  الجواب: أن أهل المذهب قد عرفوا الساحر كما في البيان وغيره فقالوا: الساحر هو من يظهر من نفسه أنه يقدر على تبديل الخلق، وجعل الإنسان بهيمة والعكس، وجعل الجماد حيواناً؛ هكذا قالوا في تعريف الساحر.
  وأما الكاهن فالذي يظهر أنه الذي يظهر من نفسه الاطلاع على معرفة الأمور المستقبلة.
  والمنجم هو الذي يخبر بواسطة علمه بالنجوم عن الأمور المغيبة.
  فهؤلاء الثلاثة لا يجوز تصديقهم فيما يقولون ويدعون، وذلك أن ما يدعونه مما لا يكون إلا من الله تعالى.
  هذا، ولا ينبغي تصديق الذي يخبر عن السرقة وسارقها.
  والمعروف عن المخبر عن ذلك أنه إنما يخبر بواسطة بيضة أو نحوها يكتب فيها، ثم ينظر فيها طفل لم يبلغ الحلم فيرى الطفل السارق حين يأخذ السرقة و ... إلخ، ومثل ذلك لا يجوز الاعتماد عليه في الشرع.
  ولعل ما يراه الطفل في البيضة أو نحوها من تصوير الجن، وقد أخبرني من جرب ذلك مراراً فتأكد له أن ما يحصل في البيضة ونحوها ليس بصحيح ولا مطابق للواقع.