[النعم العظيمة في هذا الزمان]
  ١ - أن الله تعالى أعطى الإنسان في هذا العصر نعماً متبالغة في العظم، متكاثرة في العد، ما كان يحلم بها البشر عامة في كل شؤون حياتهم، وهذه النعم تستدعي من البشر الشكر المتضاعف المتواصل؛ لأن نعم الله تضاعفت عليهم، وفضله تكاثر لديهم.
  ٢ - تكاثر الكفر والظلم والتمرد على الله ومحاربة دينه وأوليائه، تكاثر ذلك مع تكاثر النعم، وفي ذلك ما ينذر بوقوع عذاب عام للبشر لا ينجو منه إلا المؤمنون المتقون، وقد يكون العذاب من الله تعالى، أو من البشر، {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ}[الأنعام: ٦٦].
  إن قيل: لماذا لم يذكر الله تعالى في القرآن ما سيصل إليه الإنسان في آخر الزمان من الحضارة والتطور في الصناعات حتى يكون ذلك آيات لأهل هذا العصر وحجة عليهم لا يستطيعون ردها؟
  فيقال في الجواب: لا شك أن فيما ذكرتم آيات بينات وحججاً واضحة لأهل هذا العصر إلا أن هناك مانعاً أهم مما ذكرتم من المصلحة، وهو أن وجود ذلك في القرآن سيتسبب في إشكالات وشبه للأجيال التي عاشت في القرون الماضية قبل حدوث التقدم الصناعي، وستكون منشأ للنقد والتكذيب و ... إلخ وهذا واضح وبالله التوفيق.
[النعم العظيمة في هذا الزمان]
  - أصبح الناس في هذا الزمان في نعم عظيمة لم يشهدها تاريخ البشر من قبل، منها: نعم المواصلات البرية والبحرية والجوية، فيقطع راكب السيارة مسافة ألف ميل في نهار واحد من غير أن يلحقه ما يؤذيه من حر أو برد أو ما يكدر أو يؤذي، بل إنه يكون مرفهاً في ركوبه.
  وراكب الطائرة أكثر رفاهة وسرعتها أكثر فتقطع مسافة ألف ميل في ساعة ونصف ساعة تقريباً.