من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

العلم اللدني

صفحة 37 - الجزء 3

  الْمُحْسِنِينَ ٢٢}⁣[يوسف ٢٢]، {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}⁣[الاعراف ١٤٦]، فإذا حصل كل ذلك للناظر في كتاب الله تعالى تمكن من فهم أسرار القرآن وعلومه وأحكامه وتفسيره وتأويله، ثم إنه لا يقبل من تأويل ذلك الناظر وتفسيره إلا ما كان على حسب ما تقتضيه اللغة العربية بالمنطوق اقتضاءً أو إيماءً أو إشارة، أو بالنص أو الظهور أو بالمجاز أو بأي طريق من طرق الكناية إما بالتلويح أو الرمز أو الإشارة أو ... أو ... إلخ.

  وكما قلنا سابقاً: إن القرآن قد نزل بلغة العرب - فإن الواجب تفسير مفردات القرآن على حسب ما تعرفه العرب من معانيها لا غير، فالتنوير الذي يمنحه الله تعالى لبعض أوليائه إنما هو من أجل معرفة حقائق القرآن ومجازاته وكناياته، وإشاراته ومفهومه ومنطوقه، ودلالة الاقتضاء والإيماء والإشارة، والتلويح والرمز، والتخصيص والتعميم، و ... إلى آخر ما اشتملت عليه لغة القرآن من أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز التي عن طريقها تستخرج أحكام القرآن.

العلم اللدني

  العلم اللدني: هو ما يستفيده الإنسان من جهة الوحي، وهذا بالنسبة للأنبياء والرسل، وتماماً كما قال سبحانه وتعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ...}⁣[الشورى ٥١]، وقال سبحانه وتعالى في شأن الخضر الذي صاحبه موسى #: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ٦٥}⁣[الكهف]، فعلم الخضر علم لدني غير أنه إنما استفاده عن طريق التعليم كما قال سبحانه: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ٦٥}⁣[الكهف]، ويدل أيضاً على أنه # إنما استفاده عن طريق التعليم - قول موسى # له كما حكاه الله سبحانه: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ٦٦}⁣[الكهف]، وحينئذٍ فعلم الرسل والأنبياء $ هو علم لدني تلقوه من لدن حكيم عليم عن طريق الوحي.