(إيناس الظالم)
  الضرورة تباح المحظورات)، وهذه المسألة التي ذكرها الإمام المنصور بالله # داخلة تحت ما ذكرنا، وليس فيها معارضة لما جاء من الوعيد الشديد فيمن أعان ظالماً أو جبى له؛ لأن الوعيد متوجه إلى من جبى للظالم الأموال من غير ضرورة ولا تقيَّة ولا مدافعة.
  وما ذكره الإمام المنصور بالله # من الجواز إنما هو عند الضرورة والتقية والمدافعة، فما ذكره المنصور بالله # هو رخصة لا يصار إليها إلا عند الضرورة، ومن المعلوم بين العلماء أنه لا تعارض بين الرخصة والعزيمة.
  وبعد، فهذه المسألة التي ذكرها الإمام المنصور بالله # مفيدة، فكثيراً ما يحتاج التجار والمزارعون وغيرهم إلى سَوْق شيء من المال باسم الزكاة أو غيرها إلى بعض الظلمة.
(إيناس الظالم)
  في الشرح للمذهب: ويجوز إيناس الظالم قولاً وفعلاً؛ أما القول فنحو أن يقول: أنت رئيسنا وزعيم أمرنا وأهل الإكرام منا، وأما الفعل: فنحو أن يضيفه أو يكسوه أو نحو ذلك.
  وتجوز محبته لخصال خير فيه أو لرحمه، لا لما هو عليه من الطغيان والعصيان، ويجوز تعظيمه وإظهار السرور بمسرته، وكل ذلك إذا كان لمصلحة دينية، وسواء كانت المصلحة عامة أم خاصة، أما المصلحة الدنيوية فلا يجوز ذلك. انتهى من الشرح والحواشي للمذهب بتصرف(١).
  قلت: المصالح الدنيوية إذا كانت عامة فالذي يظهر لي أنها تلحق بالمصالح الدينية، كمشاريع المياه والمصحات وتأمين الطرق وإصلاحها وما أشبه ذلك.
(١) شرح الأزهار ٤/ ٥٩٤ وما بعدها.