حقيقة البيع
  شبيه بذلك وإن كانت الزيادة في أحدهما في الثمن وفي الآخر في المبيع.
  قلنا: الزيادة هنا غير مشروطة ولا دخلت في العقد، وإنما بذلها البائع من قِبَل نفسه لا بطلب من المشتري، ولا بتقدم مواطأة، وإنما بذلها البائع بسبب عروض مانع من التسليم للمبيع؛ من أجل أن يعوض المشتري عما يفوته من منافع المبيع.
  فإن قيل: لماذا لا تُشَبِّه ذلك بالرهن؟
  قلنا: الغرض الذي أخذ المشتري الأرض من أجله غير الغرض الذي يراد بالرهن.
[شراء سلعة علمت بارتفاع ثمنها قبل أن يعلم البائع]
  سؤال: يبلغني الخبر أحياناً أن سعر البضاعة الفلانية قد ارتفع، فهل يجوز لي أن أبادر إلى شراء تلك البضاعة من أصحاب المحلات التي لم يبلغهم خبر ارتفاع تلك البضاعة؟
  الجواب وبالله التوفيق: أن ذلك جائز وصحيح لقوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}[البقرة: ٢٧٥]، وقوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}[النساء: ٢٩].
[المبادرة بشراء السلعة قبل أن يعلم البائع بارتفاع سعرها]
  سؤال: رجل عرف ارتفاع سعر سلعة فبادر قبل أن ينتشر الخبر فاشترى تلك السلعة من أهل المحلات وهم لا يعرفون بارتفاع سعر تلك السلعة، فما هو الحكم في مثل ذلك؟
  الجواب والله الموفق: أن البيع والشراء المذكور صحيح هذا هو الظاهر، وذلك أنه بيع صادر عن تراضٍ، غير أنه لا ينبغي للمؤمن الدخول فيه، وذلك لما يقتضيه الإيمان من النصيحة وحب الخير للمؤمنين، ولما قد يحدث بسبب ذلك من حقد في نفوس بايعي تلك السلعة على المشتري الذي انتهز فرصة جهلهم بارتفاع السلعة.
  فإن قيل: لم لا تقولون مع ذلك إنه بيع محرم؟
  قلنا: لم نقل ذلك لأن البيع قد كان برضا البائع والمشتري واختيارهما، فكان بيعاً صحيحاً، وقد قال تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}[البقرة: ٢٧٥]، فمثل