من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب الوعد والوعيد

صفحة 137 - الجزء 3

  المتقون عند سماعكم لحال المكذبين فإن حالتكم عند الله ليست كحال المكذبين، فأنتم في منجاة عن وعيدهم، وسيرفعكم الله في مقام أمين لا يلحقكم فيه شيء من الوعيد.

  - وقوله تعالى: {وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ٧٢}⁣[مريم] إخبارٌ من الله تعالى بأن المكذبين بالبعث سيردون جهنم ثم لا يخرجون منها، بل يبقون فيها للعذاب الدائم.

  فإن قيل: ما هو السر والحكمة في توسيط: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا ...} بين قوله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} وقوله: {وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ٧٢}.

  فيجاب: لعل الحكمة في ذلك هي المبادرة والسرعة لتبريد حرارة خوف المؤمنين حين يسمعون آيات الوعيد المؤكدة، فلربما لو أخر الإخبار عن نجاة المتقين إلى أن يستكمل ذكر الوعيد لتفطرت قلوبهم وخرجت نفوسهم.

الثواب والعقاب في القرآن الكريم

  - ورد وعد الله تعالى بالثواب والنعيم في الجنة:

  ١ - للمؤمنين الذين يعملون الصالحات، المتقين للوقوع في معاصي الرحمن إلى أن يلقوا الله تعالى.

  ٢ - للتائبين الذين رجعوا إلى الله، واستغفروا لذنوبهم، ثم التزموا بتقوى الله تعالى وطاعته.

  - وليس في كتاب الله تعالى ما يدل أو يشير إلى الوعد بالجنة والمغفرة لمرتكبي كبائر العصيان الذين ماتوا على ذلك ولم يتوبوا.

  - بل ورد في القرآن التيئيس لأهل الكبائر من رحمة الله في الآخرة، وقطع أطماعهم من ذلك: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ١٨}⁣[غافر]، {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ١٢٣}⁣[النساء]، {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ٧٢}⁣[المائدة]، {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}⁣[الأنبياء: ٢٨].