فائدة (قضاء الصوم والصلاة)
  ٩ - ويؤخذ من ذلك شدة تواضع أمير المؤمنين # حيث ركب الحمار في سفره مع صاحب واحد، ومن حيث وقف يستمع لقراءة عثمان فإن في ذلك ما يدل على شدة تواضعه، فإن أهل الرفعة والشأن يترفعون عن مثل ذلك الصنيع.
فائدة (قضاء الصوم والصلاة)
  قضاء الصلاة جاء في حق النائم والساهي.
  وقضاء الصوم جاء في حق المريض والمسافر والحائض.
  أما تارك الصلاة عمداً وكذلك تارك الصيام عمداً فلم يأت دليل في وجوب القضاء عليهما، ولا يجب القضاء إلا بدليل؛ لذلك اختار بعض العلماء أنه لا يجب عليهما القضاء، وإنما تجب عليهما التوبة.
  ويمكن الاستدلال على ذلك بأدلة:
  منها: أن تارك الصلاة أو تارك الصيام قد أخل بركن من أركان الإسلام التي بني عليها كما جاء في الحديث المشهور، وحينئذٍ فحكمه حكم المرتد، والمرتد إذا تاب لا يلزم بقضاء ما كان أخل به قبل الردة وحالها من فرائض.
  ومنها: قول الله تعالى في المشركين: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ}[التوبة ١١]، فاشترط في دخول المشركين في أخوة المسلمين التوبةَ عن الشرك وإقامةَ الصلاة وإيتاءَ الزكاة؛ لذلك قَاتَلَ الصحابة مانعي الزكاة، وسَبَوا نساءهم، وسموهم مرتدين.
  فإن قيل: روي أن النبي ÷ أمر الأعرابي الذي قال: هلكت واحترقت، فقال له النبي ÷: «ماذا صنعت؟» قال: جامعت أهلي في نهار رمضان؛ فأمره النبي ÷ بصيام يوم مكانه، وهذا الأعرابي كان عامداً؛ لقوله: هلكت واحترقت.
  قيل له: شهوة النساء - ولا سيما من كان في فورة الشباب - شهوة جنونية، تنهار عندها قوة الصبر، ويضيع العقل، فلم ينزل ما صدر عنها منزلة التجري والعمد، ومن هنا قال تعالى فيما كان يصدر من بعض الصحابة من مجامعة النساء