[الحكمة من عدم تفصيل أحكام الصلاة في القرآن]
[الحكمة من عدم تفصيل أحكام الصلاة في القرآن]
  سؤال: إن قيل: فصل الله تعالى أحكام الصيام وحدوده، وفصل أحكام الحج وحدوده في القرآن الكريم، فما هي الحكمة في عدم تفصيل أحكام الصلاة وحدودها، وعدم تفصيل الزكاة وحدودها في القرآن؟
  يقال في الجواب: لعل السر والحكمة في عدم تفصيل أحكام الصلاة والزكاة وحدودهما في القرآن الكريم هو الاكتفاء بما علم الله تعالى من أن أحكام هاتين الفريضتين وتفاصيلهما ستشتهر في المسلمين وتستفيض فيهم استفاضة لا يلحقها خفاء إلى انقطاع التكليف.
  فإن قيل: قد حصل في الأمة الخلافات الكثيرة في تفاصيل أحكام هاتين الفريضتين، ولو ذكرت أحكامهما وتفاصيلهما في القرآن لما حصل ذلك الخلاف كما لم يحصل خلاف كثير في فريضتي الصيام والحج.
  فيقال: حصول الخلافات في بعض تفاصيل أحكام تلك الفريضتين لا يضر بأصل الفريضة وبالتكليف بها.
  فقد حصل الإجماع والاتفاق على تفاصيلهما الأساسية التي لا بد منها؛ أما ما حصل فيه الخلاف في هاتين الفريضتين فليس من أركانهما ولا من مقوماتهما؛ فالخلاف فيها خلاف خارج عن أصل الفريضة، فلا يضر الخلاف فيه؛ بل لا يضر الجهل به.
[السر في جعل الذبح والنحر من عبادات وشعائر الحج]
  سؤال: ما هو السر في أن جعل الله تعالى الذبح والنحر من عبادات الحج وشعائره؟
  الجواب والله أعلم: أن السر في ذلك هو ما يترتب عليه من المصالح التي منها كما يظهر لي:
  ١ - إظهار تعظيم الله تعالى بالذبح له، ويدل على ذلك قوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ...}[الحج: ٣٧].
  ٢ - إظهار توحيد الله تعالى، وذكر اسمه، وتكبيره عند الذبح.