[معنى: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين]
  ٢٢ - ليس في المذهب الزيدي شيء من الخرافات والأوهام، ولا شيء من الغلو كما هو الحال عند أهل المذاهب الأخرى؛ فالإمامية غلت في أئمتها وقالت فيهم ما لا ينبغي أن تصدق به العقول، وأهل السنة غلوا في الصحابة، وأبدعوا في توحيد الله تعالى فقالوا: إن كل ما وجد في الكون من حركة أو سكون أو طاعة أو معصية فإن الله تعالى هو وحده الذي فعل ذلك وخلقه دون ما سواه من خلقه، وأن من قال: إن المعصية حصلت بفعل المكلف فقد جعل لله شريكاً. وفي قولهم هذا غاية الذم لله العلي الكبير سبحانه وتعالى، حيث نسبوا إليه فعل معاصي العباد.
  وكثير من أهل السنة يشبهون الله تعالى بخلقه حين أثبتوا له الأعضاء والجوارح و ... إلخ.
[معنى: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين]
  «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين .... الحديث»:
  الظهور هو الظهور بالحجة والبرهان، بحيث لا يخلو زمان من الأزمنة عن طائفة تعلن الحق وتظهر حججه وبراهينه إلى يوم القيامة، وليس المراد الظهور بالدولة والسلطان والسيطرة والغلبة، وذلك لأمرين:
  ١ - أن الطائفة اسم للجماعة القليلة.
  ٢ - أن أكثر الناس وأغلبهم للحق كارهون، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٣٧}[الأنعام]، وإلى آخر ما دلت عليه الآيات الكثيرة من أن الكثرة والغلبة من الناس معرضون عن الدين والحق.
  وأهل كل مذهب اليوم يدعي أنه الطائفة التي على الحق، وأن كل من سواها من الطوائف على الباطل.
  - ولو أن أرباب المذاهب يجلسون على طاولة المناقشة، ويتجردون عن الهوى والعصبية والتقليد، ثم ينظرون ما تدلي به كل طائفة من البراهين والحجج لأبصروا