(نقض حكم الحاكم)
[إرادة أحد الخصمين تطويل الخصومة فقط]
  سؤال: إذا عرف الحاكم من أحد الخصمين من خلال كلامه التلوي والتهرب وعدم الرغبة في قطع النزاع، وأنه يريد تطويل القضية، وتكثير ذيولها، وتكبير حجمها من غير أن يصرح بذلك، ويُظْهِر أنه يريد حكم الله، فكيف يصنع الحاكم إذا كان كذلك مع العلم أن كل ذيل لتلك القضية يحتاج إلى دعاوي وإجابات و ... إلخ، وظاهر مطالبه حق؟
  الجواب: إذا كان الأمر كذلك وعرف الحاكم أنه إنما يريد أذية خصمه فعلى الحاكم أن يعظه ويخوفه من ذلك، فإن أفاد فذاك، وإلا لزم الحاكم أن يكف شره عن خصمه حسب الإمكان.
  أما إذا عرف الحاكم أن هناك نقطة وقع فيها الخلاف، وأنها هي التي تسببت في كثرة الدعاوي وكثرة ذيولها، فعلى الحاكم أن يعمد إلى تلك النقطة الحساسة ويفصل الخلاف فيها، ويشطب على ما سواها.
(نقض حكم الحاكم)
  سؤال: هل يصح ويجوز أن يتراضى الخصمان فيما بينهما على نقض حكم كان قد حكم به في نزاعهما، ثم يُبتدأ النزاع والشجار من جديد؟
  الجواب والله الموفق: أن ذلك لا يجوز ولا يصح، وعليهما جميعاً أن يرضيا بالحكم ويقتنعا به؛ وذلك لقوله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}[النور ٥١]، ولا يصح نقض حكم الحاكم إلا بحكم حاكم بشروط مذكورة في كتب الفقه.
  غير أنه يجوز للخصمين بعد الحكم أو لأحدهما أن يتنازل عما يستحقه في الحكم، ويسامح خصمه في ذلك، أما نقض الحكم من دون ذلك فلا يصح ولا يجوز.