كتاب التوحيد
  - وقد توصل البشر بعقولهم في هذا الزمان إلى ما نراه ونسمعه من التطور المذهل في جميع المجالات.
  - ولعقل الإنسان طبيعة وهي: أنه يكل ويمل، وينشط ويفتر، ويقوى ويضعف، ويصفو ويتكدر، ويزيد وينقص، و ... إلخ، فهذه الطبائع تعرض للعقل وتجيء وتذهب.
هل العقل يخطئ ويصيب؟
  طبيعة العقل هي الصواب، وليس الخطأ من طبعه، فأحكام العقل صائبة على الإطلاق والدوام.
  أما ما يصدر من الأحكام الخاطئة فليست من أحكام العقل، وإنما هي ناشئة عن أوهام أو خيالات أو أهواء وشهوات.
  - وللعقل طبيعة أيضاً وهي أنه يزكو ويزيد ويتنور ويتسع ويتدرج في ذلك إذا تهيأت الأسباب، وأسباب ذلك هي: التزام التقوى والعمل الصالح، قال تعالى: {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}[الأنفال: ٢٩]، {وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ}[الحديد: ٢٨]، {اتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ}[البقرة: ٢٨٢].
  وقال سبحانه: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ٢٢}[يوسف]، كما أن التلطخ بقذر المعاصي يكدر العقل ويشوش عليه: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}[الأعراف: ١٤٦]، {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ١٤}[المطففين].
[التكليف على حسب العقل]
  العقل ميزة ميز الله بها الإنسان وفضله بها على سائر الحيوانات، والعقلاء متفاضلون في عقولهم فبعضهم أزكى عقلاً من بعض، وصفات العقل مختلفة في الناس لا يكاد يتفق اثنان.