من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب الوعد والوعيد

صفحة 147 - الجزء 3

  أما الضرر الموهوم وهو الذي يكون تجويز حصوله أقل من (٥٠ في المائة) فالعقل يحبذ الاحتراز عنه والاحتياط له، ولا يوجبه إيجاباً.

  إذا أخبر مخبر بما فيه خطورة على السامع فيجب عليه النظر في ذلك، ولا يجوز له الإعراض والتكذيب من أول وهلة، هكذا يحتم العقل على العاقل.

الاحتياط والحذر:

  الاحتياط والحذر واجب في الجملة، ويتأكد وجوبه على ولاة الأمور، فلا يجوز اتخاذ قرار الدخول في حرب أو في معركة إلا بعد النظر فيما يترتب على الدخول فيها من نتائج إيجابية وسلبية، وبعد النظر فيما سيحصل من العوارض والاحتمالات، ثم الإعداد لدفع ما يتوقع حصوله من ذلك.

العقل

  العقل قوة مدركة إدراك تمييز بها يميز العاقل بين الحق والباطل، والحسن والقبيح، ويهتدي به إلى طرق الاستدلال والفاسدة، ومعرفة النتائج المترتبة على الاستدلال، وينتقل به من المحسوس إلى ما وراء المحسوس، ومن الجزئيات إلى الكليات، وبه يكتشف العاقل أسرار المادة، وما أودع الله تعالى فيها من المنافع للناس.

وظيفة العقل

  وظيفة العقل التي يتحتم على العاقل أن يسخره فيها هي: جلب المنافع لصاحبه ودفع المضار عنه، وأول ما يتحتم عليه شكر المتفضل على العاقل بنعمة الخلق والعقل والسمع والبصر و ... إلخ - ليستجلب بذلك المزيد من نعمة المنعم، ويدرأ بالشكر مضار كفران النعمة؛ إذ لا خفاء عند العقلاء أن كفران نعمة المنعم سبب داع إلى سلب النعمة عن الكافر، وأنه معرض لسخط المنعم.

  فإن قيل: كيف يهتدي العقل إلى ذلك؟ ومن أين له أن يعلم ذلك؟

  فيقال: العقل يهتدي إلى وجوب شكر المنعم بفطرته، ويدرك ذلك ببادئ فكرته من غير عناء نظر وإجالة فكر، بل إن الكثير من الحيوانات تدرك شيئاً من