باب في الأوقات
  ففي هذه الآية دليل على أن المحافظة على حفظ النفس أهم من المحافظة على بعض الواجبات، وحينئذ فالمحافظة على حياة المريض المؤمن أولى من المحافظة على واجبات الصلاة، إلا أنه لا يسقط من واجبات الصلاة ما يمكن تأديته مع إسعاف المريض كما ذكرنا سابقاً.
فوائد في الجمع بين الصلاتين:
  في حاشية شرح الأزهار: قال في الذريعة للقاضي محمد بن حسن المغربي عن القاضي سليمان بن يحيى صاحب شعلل بإسناده إلى زيد بن علي: أنه كان يجمع بين الصلاتين في أول وقت الأولى ويقول: هذا مذهبي ومذهب آبائي وأجدادي من قبلي. انتهى من الحاشية(١).
  وفي تاريخ الطبري ما معناه: أنه وُصِفَ لهارون الرشيد - يحيى بن عبدالله #، وفيما وُصِفَ به: أنه يجمع بين الظهر والعصر، فقال هارون: هي عادة أهل ذلك البيت. انتهى من تاريخ الطبري بالمعنى.
  سؤال: إذا جمع إمام الصلاة بين الصلاتين فهل ذلك عذر في الجمع معه؟ وهل الجمع معه أفضل أم التوقيت فرادى؟
  الجواب والله الموفق: أن النبي ÷ كان إذا جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء - جمع معه المسلمون، كما في حديث ابن عباس المشهور، وبناءً على ذلك فخير الهدي هدي محمد ÷.
  هذا، وقد ذكر الأمير الحسين - كما في ينابيع النصيحة، على مذهب الهادي #: أن جمع الصلاتين في جماعة أفضل من التأقيت فرادى.
  وفي حواشي شرح الأزهار: وقال الوالد |: بل يحتمل أن تكون صلاة الجماعة عذراً في الجمع إذا كان الإمام معذوراً أو كانت تفوت بالتأقيت كالمشغول إذا خشي فوتها بالتأقيت. انتهى بستان؛ وقرره (المفتي(٢)).
(١) شرح الأزهار ج ١ ص ٢١٣.
(٢) شرح الأزهار ج ١ ص ٢١٤.