كتاب التوحيد
  - ثم لما مات النبي ÷ حصل بين المسلمين بعض الخلاف، ثم إن الخلاف كان يتوسع بمرور الوقت، وأخيراً استقر الخلاف وصار لكل فريق كيان ومذهب.
  ثم لم يعد العمل بالأحكام الشرعية هو علامة صدق الإيمان وصحته، بل استحدث أهل المذاهب أشياء أخر يستدلون بها على صحة إيمان الرجل أو فساده.
[الاكتفاء في الاستدلال على وجود الخالق بما في القرآن]
  {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ٢٠}[الذاريات]: يستدل المتكلمون على إثبات وجود الخالق تعالى بحدوث الأجسام؛ فإذا ثبت أنها محدثة فلا بد لها من محدث، ولهم في الاستدلال على حدوثها أنواع من الأدلة:
  ١ - منها دليل الإمكان.
  ٢ - ودليل الدعاوي.
  ٣ - وقياس الشاهد على الغائب، و ... إلخ.
  والذي يخيل لي أن فيما استدلوا به شيئاً من التعقيد والغموض.
  هذا، وفيما استدل الله تعالى به في كتابه على ذلك غنية وكفاية عما سواه.
[المعارف الإلهية التي لا يعذر عنها مسلم]
  سؤال: ما هي المعارف الإلهية والتي يلحق بها التي لا يعذر عنها مسلم، ولا يتم إسلامه وإيمانه من دونها؟
  الجواب والله الموفق والمعين: أن المعارف التي لا بد منها ولا يتم الإيمان والإسلام إلا بها هي كما يلي:
  ١ - معرفة الله ø بالقلب، ثم الإقرار باللسان.
  ٢ - الإيمان بالرسول ÷ وبالقرآن وما فيه، ويتبع ذلك الإيمان بجميع رسل الله تعالى، وبما أنزل عليهم من عند الله، والإيمان بملائكة الله، ولا يشترط معرفة الرسل بأسمائهم وأسماء كتبهم، ولا معرفة أنواع الملائكة، وبعض أسمائهم.