من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

باب النفقات

صفحة 506 - الجزء 1

  وحينئذ فيستفاد من ذلك: أن للزوجة والأولاد الصغار أن يأكلوا من مال قيمهم بغير إذنه وبغير حكم الحاكم، فتكون الأم أولى بذلك لأنها أعظم حقاً من الزوجة والأولاد.

[تفسير الإسراف والتبذير والتقتير]

  - {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ٣١}⁣[الأعراف]:

  - أذن الله تعالى لعباده في الأكل والشرب، وأباح ذلك لهم، وتمنن به عليهم، ونهاهم عن الإسراف في الأكل والشرب.

  - ويمكن أن يفسر الإسراف بتفسيرين:

  ١ - أن يكون الإسراف هو أن يتجاوز العباد ما أحله الله لهم إلى ما حرمه عليهم، فأذن الله تعالى لهم بأكل وشرب الحلال، ونهاهم عن أكل وشرب الحرام.

  ٢ - أن يكون الإسراف في الحلال، وذلك بأن يفرطوا في أكل الحلال وشربه إلى حد أن يضرهم في صحتهم وعافيتهم.

  قوله تعالى: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ٢٦ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}⁣[الإسراء]، يمكن أن يفسر بتفسيرين أيضاً:

  ١ - أن يكون التبذير هو إنفاق المال في معصية الله تعالى، وفيما حرمه على عباده.

  ٢ - أن يكون التبذير بمعنى إنفاق المال وإخراجه لغير حاجة، أو فوق الحاجة، أو تضييعه فيما لا حاجة إليه مع الحاجة الماسة إليه.

  قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ٦٧}⁣[الفرقان]، يفسر بتفسيرين:

  ١ - الإسراف: هو الإنفاق الزائد على الحاجة، والتقتير: هو الإنفاق دون ما تدعو إليه الحاجة مع الإيسار.

  ٢ - الإسراف: هو الإنفاق في الحرام، والتقتير: هو التقصير في تأدية واجب النفقة.

  واجب النفقة: تجب النفقة في: