من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[من حديث: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ...]

صفحة 440 - الجزء 3

[كيف تتم حجة الله على عباده بالخائف المغمور]

  سؤال: قال علي #: (لا بد لله تعالى من حجة، إما ظاهراً مشهوراً، أو خائفاً مغموراً) هذا معنى قوله #، فكيف تتم حجة الله تعالى على عباده بالخائف المغمور؟

  الجواب والله الموفق: أن الله سبحانه وتعالى قد بين في كتابه وعلى لسان رسوله ÷ موضع حجته ومكانها بياناً واضحاً لا لبس فيه، وذلك المكان والموضع هو أهل بيته ÷.

  وإذا كان حجة الله خائفاً مغموراً لا يعرفه المكلفون، فإنهم سيجدون ما يطلبون عند علماء أهل بيت النبي ÷ فإن حجة الله لا تعدوهم.

[ظهور دين الحق للمكلفين]

  الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده وعلى آله الطاهرين، وبعد:

  فإن دين الحق وحملته وأهله الداعين إليه والدالين عليه واضح مكشوف منذ اليوم الأول، إلا أن الأهواء والميل إلى الدنيا خلقت مذاهب، وشرعت للناس طرقاً أخرى غير طريق الهدى، وروجتها للناس، وساعد على نجاح ذلك تدخل السلطات السياسية بثقلها الكبير حيث حملت الجماهير على التمذهب بالمذاهب المحدثة، وتسبب ذلك في ضعف أهل الحق ودعاته.

[من حديث: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ..]

  «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله: ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين»، في هذا الحديث:

  ١ - أن دين الحق لا ينقطع إلى يوم القيامة.

  ٢ - أنه لا تزال طائفة من أهل الحق في كل زمان إلى يوم القيامة.

  ٣ - وأنه لا ينقطع العلم والعلماء إلى ارتفاع التكليف.

  ٤ - وأن علماء أمة محمد ÷ إذا أجمعوا في أي عصر فإن إجماعهم حق يجب اتباعه.