مقدمة التحقيق
مقدمة التحقيق
  
  الحمد لله رب العالمين القائل: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٧}، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا، وقائدنا وأسوتنا، محمدٍ عبدِ الله ورسوله القائل: «اللهم اجعل العلم والفقه في عَقِبِي وَعَقِبِ عَقِبِي، وفي زَرْعِي وزَرْعِ زَرْعِي»، صلوات الله وسلامه عليه وعلى أهل بيته الأنجبين، الكرام الطيبين، نجوم الهدى، ومصابيح الدجى، والأمان من الضلالة والردى، وبعد:
  فإنا - بعون الله ومَنِّه - نقدم لك أيها القارئ الكريم هذا السفر الجليل، المسمى «من ثمار العلم والحكمة - فتاوى وفوائد» بأجزائه الثلاثة، لمؤلفه السيد العلامة الحجة (محمد بن عبدالله عوض المؤيدي أيده الله) في طبعته الجديدة، بِحُلَّتِه البهية الفريدة، وثمراته النافعة المفيدة، نسأل الله أن يعم نفعه جميع المسلمين، من العلماء وطلاب العلم والعامة أجمعين؛ فقد اشتمل على أغلب ما يحتاج إليه المسلم في حياته العملية بقسميها: (العبادات والمعاملات)، فلا تكاد تمر بك مسألة إلا وجدتها أو مثلها أو قريباً منها في طياته، بالإضافة إلى حَلِّه لكثير من المسائل المشكلة، والمهمات المعظلة، والمستجدات العصرية، بأسلوب علمي فريد، بعيد عن التكلف والتعقيد، كاشفاً عن وجه الدليل، مبرزاً لقوة مأخذه، مبيناً لعلل إصداره ومورده، موضحاً لغامضه، نافياً عنه كل شائبة، يوجه الدليل توجيهاً يشفي داء كل عليل، ويستنبط استنباطاتٍ يقف الفكر أمامها وهو ذليل، فيُطْرِق إطراق تقدير وإجلال؛ حامداً لذي الجلال، الواهب لمن شاء جزيل النوال.
  ولا غرابة فمؤلفه - أيده الله وحفظه - إمام الفصاحة والبيان، وسابق فرسانها في الميدان، رباني هذا الزمان، وربان سفينة الأمان، بقية البقية من السلالة الْمَرْضِيَّة، نسأل الله أن يمتعنا بأيامه، وأن يزيده من إفضاله وإنعامه.
  ونشير في هذه العجالة إلى أن هذه الطبعة قد احتوت على إضافات كثيرة فقد