من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بيان معنى المحكم والمتشابه

صفحة 175 - الجزء 3

  ٣ - استصحاب دلالة العقل.

  لهذا سلمت ديانة الزيدية من العقائد الخرافية، وسلمت من التناقض والاختلاف كما في بعض المذاهب الإسلامية، وميزت المحكم من المتشابه، فردت المتشابه إلى المحكم وبنت العام على الخاص والمطلق على المقيد، و ... إلخ.

بيان معنى المحكم والمتشابه

المحكم:

  المحكم في لغة العرب هو المتقن، والإحكام هو الإتقان، والإحكام إما في اللفظ أو في المعنى، ولا شك أن المراد هنا هو الإحكام في المعنى دون اللفظ؛ إذ لو كان المراد الإحكام في اللفظ لما صحت القسمة المذكورة في الآية حيث قسم إلى محكم ومتشابه.

  وأيضاً فإن ألفاظ القرآن كلها محكمة بما فيها المتشابه المذكور في آية آل عمران قال الله تعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ١}⁣[هود]، {يس ١ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ٢}⁣[يس]، وغير ذلك كثير.

  ومعنى إحكام المعنى هو وضوحه في دلالته بحيث لا يلتبس ولا يشتبه على العارف بلغة العرب، لهذا سمى الله تعالى الآيات المحكمات أم الكتاب.

  وفائدة هذه التسمية وفحوى معناها: أن الواجب على المكلف هو أن يرد ما التبس عليه تفسيره واشتبه إلى المحكم، فيفسر المتشابه بالتفسير الذي يتطابق مع المحكم.

  جاء الكلام العربي المركب على ثلاثة أساليب مختلفة هي:

  ١ - الأسلوب الحقيقي.

  ٢ - أسلوب الكناية.

  ٣ - أسلوب المجاز.

  وهذه الأساليب يعرفها علماء اللغة العربية، ومن هنا فلا يجوز أن يفسر القرآن إلا من عرف تلك الأساليب المختلفة مع استصحاب ما ذكرنا أولاً.