[فيما يجوز لأهل البيت $ من الحقوق]
  التخلص منه، ويلحقهم في عدم إخراجه أضرار وأذى - صح أن تشبه بالنجاسة التي يلزم في الفطرة التخلص منها والابتعاد عنها، والتي يلحق بسبب بقائها وعدم التخلص منها أذى وأضرار.
  ولهذه الاستعارة فوائد:
  ١ - زيادة الحثّ للأغنياء على التخلص من الزكاة، والتنفير لهم عن إمساكها.
  ٢ - التنفير عن أكل الزكاة، وردّ أبصار الذين كانوا يرفعون أبصارهم إلى الزكاة من غير أهلها.
  ٣ - الإشارة إلى أن الأولى بالفقير أن يتعفف عن أخذها.
  وقوله: «إنها أوساخ الناس» ليس هو العلة في الحقيقة لحرمتها عليه ÷ وآله؛ إذ لو كانت هي العلة في تحريمها عليه وعلى آله ÷ لحرمت على الناس جميعاً؛ لأن أكل الخبيث محرم على الناس جميعاً.
  والعلة الحقيقية في تحريمها على النبي ÷ وعلى أهل بيته هو: أن أكلها مظنة للتهمة ودخول الشبهة في نبوته ÷، ومن هنا جاء في القرآن عن كثير من الأنبياء نحو: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا}[الأنعام ٩٠].
  فإن قيل: كيف تعدلون عن العلة المنصوصة وهي قوله ÷: «إنما هي أوساخ الناس» إلى علة لم يرِد بها دليل؟
  قلنا: العلة التي جاء بها النص جاءت على أسلوب الاستعارة؛ فالزكاة ليست بأوساخ الناس على الحقيقة، وإنما شبهت بالأوساخ، ولعل الوجه الجامع هو: أن النبي ÷ لو أكل الزكاة لتلطخ عرضه بالتهمة المشابهة في قذارتها للأوساخ المحسوسة، وحينئذ فما ذكرناه من العلة هو نفس العلة المنصوصة.
[فيما يجوز لأهل البيت $ من الحقوق]
  في المجموع المنصوري في ذكر ما يجوز لأهل البيت من الحقوق: وما يجوز لأهل البيت $ كالمعونة وما أخذ مما دون النصاب ... إلخ.