من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فائدة في ذكر قواعد المذهب

صفحة 269 - الجزء 1

  وفي أمالي أحمد بن عيسى عن سلمان، قال: دخلت على رسول الله ÷ فدعاني إلى الطعام؛ فقلت: يا رسول الله إني صائم، فقال: «يا سلمان يوم مكان يوم، ولك مع ذلك حسنة بإدخالك السرور على أخيك»، وروى ذلك الهادي # في الأحكام.

  وروى الهادي أيضاً، عن النبي ÷: «إن من أوجب المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم».

  الحديث الأول: يدل على أن إجابة دعوة الأخ المسلم إلى طعامه أفضل من الصيام، من غير فرق بين أول اليوم وآخره، ودليل ذلك: العلة التي بنى عليها الخبر وهي: إدخال السرور عليه بالإفطار.

  وفي الحديث الثاني: تقييد الإفطار بقوله: «ما لم يكن صيامه في ذلك اليوم فريضة أو نذراً سماه، وما لم يَمِل النهار»، والمعلوم أنه لا يجوز الإفطار في نهار رمضان لغير المعذورين، وكذلك في صيام النذر المعين.

  وقوله: «ما لم يمل النهار» معناه: ما لم تَزُل الشمس عن وسط السماء إلى جهة الغرب.

فائدة في ذكر قواعد المذهب

  من قواعد المذهب: «الخلاف في وراء المسألة لا يفيد الجاهل».

  قلت: لعلّ مثال ذلك ما يقوله أهل المذهب فيمن أكل ناسياً في نهار رمضان، فإن العلماء متفقون على منعه، ولكنهم اختلفوا بعد ذلك هل يجب القضاء أم لا؟ فقال أهل المذهب: إنه يجب القضاء.

  وكما قالوا أيضاً في كلام الساهي في الصلاة فإن الكل متفقون على منع الكلام في الصلاة، واختلفوا فيما وقع سهواً، فلا يكون مثل هذا الاختلاف مسقطاً للقضاء.

  هذا، ويمكن أن يقال عليهم: إن من قواعد المذهب أيضاً: (أن الخلاف في المسألة يصيرها ظنية)، وفيما ذكرنا من المثال قضاء الآكل في نهار رمضان ناسياً مسألة خلافية، أما مسألة منع الأكل عند الجميع فهي مسألة أخرى، هذا في المثال الأول.