من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[مناقشة حول شخصية عبدالله بن سبأ]

صفحة 449 - الجزء 3

  نعم، الذي يعتمد في ذلك على ما كتب في هذا المجال من غير نظر إلى ما ذكرنا هو واحد من اثنين:

  ١ - إما رجل جاهل قاده جهله إلى التقليد لمن تقدمه، والثقة بما كتبوا.

  ٢ - وإما رجل ذو هوى وميول إلى ما صنعته السياسة مع علمه بحقائق الأحوال.

  طبيعة الكتب التاريخية

  الأغلب من كتب التأريخ والتراجم وتقييم الشخصيات إن لم نقل كلها قد كتبت أول ما كتبت «عصر التدوين» بأقلام صنعتها بنو أمية وعصر التدوين كان في أول العصر العباسي، وكان علماء ذلك العصر هم صنائع بني أمية.

  ودليل ما ذكرنا وشرحنا: هو أن نلقي نظرة على أوثق الكتب والمؤلفات التي كتبت وألفت في أواخر تلك الفترات وهو كتاب صحيح البخاري فإن فيه تصديق ما ذكرنا، وهو أن البخاري حين ذكر زياد ابن أبيه الذي استلحقه معاوية سماه: زياد بن أبي سفيان.

[مناقشة حول شخصية عبدالله بن سبأ]

  ينسب الكثير من أهل السنة والجماعة ما جرى من الفتن والقتل والقتال والعداوات بين الصحابة إلى عبدالله بن سبأ فقالوا: إنه بدهائه ومكره هو الذي دبَّر قتل عمر، وألَّب أهل الأمصار على قتل عثمان، وأنه الذي أشعل بفتنته معركة الجمل، ومعارك صفين، ومقتل علي بن أبي طالب، ومقتل عمار بن ياسر، ومقتل الكثير من الصحابة السابقين من أهل بدر وغيرهم، ومن سائر الصحابة، وأنه هو الذي أسس مذهب الشيعة، وأثار الطعن على عثمان ومعاوية ومروان، والوليد بن عقبة وغيرهم و ... إلخ.

  وقالوا: إن عبدالله بن سبأ من اليمن، وأن أصله يهودي دخل في الإسلام ليكيد أهله ويصدهم عن دينهم، وأنه كان يتنقل بين الأمصار ليبعث أهلها على الفتنة، وأنه أسلم في زمان عمر بن الخطاب.