من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

من كتاب القياس من مجموع الهادي #

صفحة 226 - الجزء 3

  - والعلم ينقسم إلى فطري واكتسابي، فالعلم الفطري لا يحتاج إلى تجشم طلبه واكتسابه، والعلم الاكتسابي لا يحصل إلا بطلب وتعلم، وقد بعث الله تعالى الأنبياء والرسل إلى الناس ليعلموهم هذا العلم الاكتسابي قال سبحانه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢}⁣[الجمعة].

  في هذه الآية أن الله تعالى بعث محمداً ÷ إلى الناس لعدة أمور:

  ١ - يتلو عليهم آياته.

  ٢ - ويزكيهم.

  ٣ - ويعلمهم الكتاب والحكمة.

  فالأمر الأول هو تلاوة القرآن على الناس.

  والأمر الثاني هو تطهيرهم من دنس الشرك والقبائح ومعاصي الله تعالى عموماً والسمو بهم بطاعة الله.

  في نهج البلاغة في وصفه # للقرآن الحكيم: (مبيناً حلاله وحرامه، وفرائضه وفضائله، وناسخه ومنسوخه، ورخصه وعزائمه، وخاصه وعامه، وعبره وأمثاله، ومرسله ومحدوده، ومحكمه ومتشابهه، مفسِّراً - أي النبي - مجمله، ومبيناً غوامضه، بين مأخوذ ميثاق علمه، وموسع على العباد في جهله، وبين مثبت في الكتاب فرضه، ومعلوم في السنة نسخه، وواجب في السنة أخذه، ومرخص في الكتاب تركه، وبين واجب بوقته وزائل في مستقبله، ومباين بين محارمه ... إلخ).

من كتاب القياس من مجموع الهادي #

  «فإذا علم العالم ذلك، وأتى على معرفته، وعرف مجمله ومحكمه، وفروعه ومتشابهه ... إلى قوله: أو بقياس يصح من السنة ... إلى قوله: قد حكم به المجمل المؤصل، وبينه الفرع المفصل ...

  إلى قوله: فيكون العالم في علمه واستخراجه لما يحتاج إليه من حكمه من