[حديث القنطرة مع الآيات القرآنية]
[حديث القنطرة مع الآيات القرآنية]
  في البخاري حديث: «إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة؛ فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمنزله كان في الدنيا». اهـ
  هذا الحديث مشبوه لا يجوز الركون إليه لوجوه:
  الأول: أن الله تعالى نعى على اليهود حين قالوا مثل هذه المقالة، وقص الله تعالى في كتابه علينا ذلك لئلا نقول بمثل مقالتهم فقال تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٨٠ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٨١}[البقرة].
  الثاني: أن القرآن قد حكم على أن أهل النار مخلدون فيها، وأهل الجنة مخلدون فيها، ولم يذكر الخروج من النار.
  الثالث: أن الله تعالى بعد أن ذكر المواريث وحدودها في سورة النساء التي هي مدنية مخاطباً للمؤمنين بتلك الآيات التي أولها: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ...}[النساء: ١١] ... إلى أن قال تعالى في آخر الآيات: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ١٣ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ١٤}[النساء].
  الرابع: أن الله تعالى يقول عن يوم القيامة: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ...} الآية [التحريم: ٨]، ومن يدخله الله النار فقد أخزاه.
  الخامس: قد ورد الوعيد بالخلود في النار لقاتل المؤمن عمداً في سورة النساء، وللقاتل والزاني في سورة الفرقان، وللعائد في الربا في سورة البقرة.